نصف القدس جرى تهويده بجدار الفصل والاستيطان
محمود عبد الغفار-إسطنبول
حذر باحثون مقدسيون من خطورة مخططات التهويد التي تجري للقدس وتهدف إلى سلخ المدينة من عروبتها ودفع أهلها إلى النزوح عنها ثم إسقاط جنسيتهم. جاء ذلك أثناء ورشة عمل في ملتقى القدس الدولي بعنوان "التهويد البشري للقدس".
وقال مدير مركز الدراسات المعاصرة بأم الفحم الدكتور إبراهيم أبو جابر إن نحو نصف القدس جرى تهويده بجدار الفصل والاستيطان والاستيلاء على منازل أو بناء مؤسسات إسرائيلية داخل المدينة.
وأضاف أن الإشراف على هذا المخطط تتولاه سلطة تطوير القدس وبلدية المدينة الإسرائيليتان من خلال تشديد الخناق على المقدسيين وعدم توفير فرص عمل لهم لدفعهم إلى العمل بالخارج واستغلال ذلك في سحب الهوية مشيرا إلى أن 70 ألف مقدسي أخرجوا من المدينة بهذه الطريقة.
وأشار إلى أن التشدد في منح رخص مباني للفلسطينيين التي تبلغ تكلفتها 30 ألف دولار تسبب في هدم الكثير من المباني التي عجز أصحابها عن البناء بسبب هذه التكلفة الباهظة.
وعن الشق الديمغرافي قال أبو جابر إنهم يسعون لتحقيق أكثرية يهودية حتى عام 2010 ليأتوا بـ100 ألف مستوطن لتعزيز الأغلبية اليهودية ومواجهة العدد الناجم عن هجرة عكسية بمقدار 8 آلاف يهودي بسبب تراجع فرص العمل.
الإحلال وليس التعايش
وشدد رئيس جامعة فلسطين دياب عيوش على أن الصراع الديمغرافي هو الأكثر أهمية، مشيرا إلى أن أعداد اليهود تتصاعد في فلسطين بشكل تدريجي منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897 مشيرا إلى أن عددهم نسبةً للفلسطينيين في عام 1882 بلغ 7.1% حتى وصلت النسبة إلى 75% عام 2005.
وحذر عيوش من أن سلطات الاحتلال لديها خطة للاستيلاء على فلسطين والقدس مشيرا إلى أن سياستها تقوم على الإحلال وليس التعايش.
وأكد إياد رابي مدير العيادة القانونية بالائتلاف الأهلي بالقدس أنه لا توجد عملية سلمية في ظل استمرار الفصل العنصري على الأرض مشيرا إلى أن ما تفعله سلطات الاحتلال من فصل عنصري بين الفلسطينيين أنفسهم لم يحدث حتى أيام هذا الفصل العنصري في جنوب أفريقيا المصنف بأنه الأسوأ في التاريخ.
وقال رابي إنه يجب التعويل على الحركات الشعبية في التظاهرات الكبرى بالدول العربية والإسلامية عن المؤسسات والنقابات والجمعيات للتنديد بممارسات الاحتلال.
من جهته، قال المحاضر بجامعة القدس إبراهيم شعبان إن إسرائيل ضمت حتى الآن 70 كيلومترا من القدس ولم يبق إلا 7% للفلسطينيين من حجم المدينة، مشيرا إلى أن حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي سيف آخر مسلط على الفلسطينيين للاستيلاء على الأراضي.
وعن ضغط الضرائب على المقدسيين قال شعبان إنهم يدفعون ضرائب باهظة ولا يستفيدون سوى من 6% منها إذ تحولها الحكومة الإسرائيلية للقدس الغربية.
الدور الإعلامي
وعن الدور الإعلامي لدعم قضية القدس طالب الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس السابق في تعقيبه على المتحدثين بالورشة بضرورة زيادة التواصل بين أهل القدس خاصة المتخصصين في المجالات القانونية وبين وسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية حتى يدرك الجميع ما يعانيه المقدسيون.
وأشار إلى نماذج من هذه المعاناة، خاصة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين وهدم المنازل وعدم توفير فرص عمل لدفع وفرض الضرائب والتضييق في المعيشة. وأوضح أنه منذ عام 1967 تم هدم الآلاف من منازل الفلسطينيين بينما لم يهدم منزل يهودي واحد.
وحذر عكرمة العرب والمسلمين والعالم من أن القدس هي أكثر مدينة مستهدفة، وطالب بضرورة زيادة التواصل بين أهل القدس خاصة المتخصصين في المجالات القانونية وبين وسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية حتى يدرك الجميع ما يعانيه المقدسيون.