حماس تحذر عباس من التفريط بالثوابت وتدعوه للحوار

جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس تحذيرها لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من "التفريط" بالثوابت الفلسطينية والمسجد الأقصى.
وقال القيادي في الحركة خليل الحية أمام المتظاهرين وهم يقفون أمام منزل عباس في غزة، في تظاهرة دعت إليها الحركة "نحن نقف أمام بيتك، والجماهير تقول لك لا خير فيك إن فرطت بالمسجد الأقصى، أو مسست ثوابتنا"، في إشارة إلى مؤتمر أنابوليس الذي دعت واشنطن لعقده نهاية الشهر الجاري، لإطلاق مفاوضات لإيجاد حلول نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وحذر الحية مما أسماه "انفجارا هائلا ينفجر فيه الشعب الفلسطيني في كل المواقع والحدود"، وشدد على أن الحصار المفروض على غزة لن يكتب له النجاح، وخاطب المتظاهرين "جهزوا أنفسكم لفتح المسجد الأقصى".
من جانبه أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أنه مهما طال الزمن "سيرحل المحتل، وسيرحل الصهاينة"، ودعا جميع التشكيلات الفلسطينية العسكرية لتوجيه ضربة "لهذا العدو، لأنه لا ينفع معه إلا لغة الدم والنار".
كما دعا قيادات حركتي فتح وحماس للحوار والعودة للوحدة مؤكدا أنها مطلب شعبي.
بدوره دعا المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبو عبير لاستئناف العمليات الاستشهادية "التي تزلزل أركان العدو الصهيوني".

مبادرة حماس
وفي مبادرة لتخفيف حدة التوتر بين الحركتين الفلسطينيتين الرئيسيتين، أفرجت وزارة الداخلية الفلسطينية المقالة في غزة عن العشرات من أنصار فتح الذين اعتقلتهم على خلفية أعمال الفوضى التي شهدها القطاع، بعد تظاهرات دعت إليها فتح إحياء للذكرى الثالثة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وأوضحت الوزارة أنها واصلت اعتقال بعض من ثبت تورطهم مباشرة بأعمال الفوضى.
وكان رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية قد تعهد أمس بتشكيل لجنة تحقيق قوية وشفافة للكشف عن المتسببين بإثارة الفوضى، متعهدا بتقديمهم للمحاكمة.
كما جدد هنية مد يده للحوار دون شروط مع فتح، وانطلاقا من رغبة صادقة لتعزيز الوحدة الوطنية، ودعا إلى الابتعاد عن الحرب الكلامية بين الجانبين وإلى تخفيف الاحتقان الإعلامي والتخلي عن كل ما يثير الانقسام.
لكنه رد على دعوة عباس الأخيرة بإسقاط حماس، بالقول إن حماس عصية على الكسر وتجاوزت مراحل الإقصاء والتهميش.
وكان عباس دعا أمس في خطاب له بمناسبة الذكرى الـ19 لإعلان الدولة الفلسطينية لإسقاط من وصفها بالزمرة الانقلابية في قطاع غزة، وذلك في أول إشارة صريحة منه لإسقاط الحركة التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو/ حزيران الماضي.

أسرى فلسطينيون
وعلى صعيد الاستعداد لأنابوليس أعلن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت سيطلب الاثنين المقبل من حكومته الموافقة على إطلاق نحو 500 فلسطيني قبل بدء المؤتمر.
غير أن أولمرت وضع شروطا أمس من شأنها أن تعيق أي تقدم منشود في اللقاء حيث اشترط اعتراف الفلسطينيين بما يسمى بـ"يهودية الدولة الإسرائيلية" أساسا للمفاوضات. ويعتبر ذلك الشرط بمنزلة خطوة للإجهاز على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
وكشف مسؤول فلسطيني لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الجانب الإسرائيلي لا يزال يرفض التقيد بجدول زمني للمفاوضات، ولا يريد مرجعيات واضحة لمؤتمر أنابوليس ويرفض أن تكون مبادرة السلام العربية ضمن مرجعيات المؤتمر".
وتابع المسؤول الفلسطيني الذي رفض الكشف عن اسمه أن إسرائيل "اعترضت على تشكيل لجنة ثلاثية فلسطينية أميركية إسرائيلية لمتابعة تنفيذ الشق الأول من خطة خريطة الطريق".
من جانبه بدأ عباس اليوم زيارة للمملكة العربية السعودية، يطلع خلالها المسؤولين هناك على آخر الاستعدادات للمؤتمر الدولي.
وكان عباس قد بحث ترتيبات المؤتمر وسبل إزالة العقبات التي تعترضه، هاتفيا أمس مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.