تقرير سولانا عن إيران بعد أسبوعين وواشنطن مع العقوبات
أعلنت المتحدثة باسم منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الأخير سيقدم تقريره عن مدى استعداد إيران للتعاون بشأن ملفها النووي مع القوى الكبرى بحلول نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت كريستينا غالاش أن سولانا سيقدم تقييمه أمام الدول الست المعنية بالملف النووي بعد لقاء ثان مع المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي وعلي لاريجاني، لكنها أكدت أن التقييم سيقدم في موعده حتى لو لم يجر هذا اللقاء.
ويشكل تقرير سولانا عاملا حاسما ليقر مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة على طهران، وتوقع دبلوماسيون أوروبيون أن يؤكد التقرير عدم نية إيران تعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.
وكانت الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) قررت في سبتمبر/أيلول الماضي رفع مشروع قرار ثالث إلى مجلس الأمن يفرض عقوبات على إيران، إذا أفاد تقريرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية و سولانا أن جهودهما لم تسفر عن نتيجة إيجابية.
تقرير البرادعي
وكانت الوكالة الدولية قد أكدت في تقريرها أمس أن إيران حققت تقدما جوهريا لكشف طبيعة برنامجها النووي ومداه "لكن الأمر يبقى غير كاف".
وجاء في تقرير مدير الوكالة محمد البرادعي أن إيران سمحت "بما فيه الكفاية" بالوصول إلى مسؤولين على صلة بالبرنامج وأجابت "في الوقت المناسب".
وأشار التقرير إلى استمرار تخصيب اليورانيوم وأن طهران زادت من عدد أجهزة الطرد المركزية المخصصة للتخصيب إلى ثلاثة آلاف.
وبشأن أهداف ذلك البرنامج قالت الوكالة الدولية إنها لا تزال غير قادرة على التأكد من عدم امتلاك إيران برنامجا للتخصيب العسكري، لأن طهران لا تزال ترفض زيارات المفتشين الدوليين لأي من منشآتها باستثناء عدد قليل من المنشآت النووية المعلنة.
قراءات متناقضة
وفي ردود أفعال الأطراف المعنية على تقرير البرادعي، قالت واشنطن على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض إن التقرير يكشف بوضوح للأسف أن إيران لا تبدو مهتمة بالعمل مع باقي العالم.
وتابعت أن بلادها ستتقدم بالتعاون مع باقي البلدان الدائمة العضوية بالمجلس الأمن الدولي وألمانيا في اتجاه سلسلة ثالثة من العقوبات في مجلس الأمن.
وفي السياق ذاته حذرت الولايات المتحدة الصين من فشل المساعي الدبلوماسية في تسوية الملف النووي الإيراني إذا ما عارضت فرض عقوبات جديدة على طهران.
أما إسرائيل فقد عبرت عن عدم رضاها عن التقرير لأنه لم يعرض "سعي إيران إلى التزود بالسلاح النووي".
وقال مجلي وهبة نائب وزيرة الخارجية الإسرائيلية إن التقرير تحاشى عرض نيات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وأضاف "البرادعي يدرك أن تعاون إيران انتقائي، ويعلم أن إيران تريد مواصلة تخصيب اليورانيوم".
ودعا المجتمع الدولي للتحرك بسرعة "لإجبار إيران على وقف برنامجها النووي والرضوخ لقرارات مجلس الأمن".
القراءة الإيرانية
من جانبها رأت طهران أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفند مزاعم الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة التي تدعي أن البرنامج النووي الإيراني ذو أهداف عسكرية.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي إن إيران أجابت على كل أسئلة الوكالة, وحذر من أن التعاون معها سيتأثر إذا أمر مجلس الأمن بحزمة عقوبات ثالثة.