بان كي مون يدق ناقوس خطر الاحتباس الحراري
كتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقالا في صحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون قال فيه إن الجميع يقر الآن بأن التغير المناخي حقيقة ماثلة وأننا نحن البشر أهم المسؤولين عنه, مشيرا إلى أن ذلك يتطلب منا العمل جميعا للتغلب عليه.
لكن بان حذر من أنه على الرغم من خطورة الوضع فإن من يدركون حقيقة ذلك أو مدى الاستعجال الذي يحتاجه التعامل معه قليلون.
ويضيف أنه شخصيا لم يكن ليدرك حجم هذا الخطر لولا أنه لم يقم بـ"جولة مناخية" للمناطق المهددة أكثر من غيرها بهذا التغيير.
وذكر أنه كان يعتبر الاحتباس الحراري مسألة تتطلب التحرك السريع, لكنه الآن يرى أننا "على حافة كارثة إن لم نتصرف".
وكمثال على ذلك قال بان إنه شاهد الأسبوع الماضي في القطب الجنوبي مناظر طبيعية رائعة ومثيرة ونادرة, مشيرا إلى أنها كانت مقلقلة للغاية, إذ تمكن من خلالها أن يرى وتيرة تغير هذا العالم عبر ذوبان الجليد القطبي بسرعة أكبر بكثير مما كنا نعتقد.
وأضاف أن العلماء في تشيلي قالوا له إن 120 نهرا جليديا التي يقومون بمراقبتها تتقلص بضعف ما كانت قبل عقد أو عقدين من الزمن.
وأشار بان إلى أنه أنهى جولته في جزيرة كومبو في دلتا نهر الأمازون حيث أكد له العلماء أن التغير المناخي قد يحول المناطق الشرقية من الآمازون إلى سافانا خلال عقود من الزمن لا غير.
لكن بان أشاد بالجهود البرازيلية في مكافحة الاحتباس الحراري, قائلا إن هذا البلد استطاع أن يتحول إلى منطقة خضراء شاسعة, وقلص انكماش غابة الأمازون بالنصف خلال سنتين.
وأشار إلى أن ما يشجع البرازيل على ما قامت به من شيء ملموس لمكافحة الاحتباس الحراري, قائلا إن جهودها في هذا المجال يجب أن تمثل دروسا لنا جميعا.
وذكر بان أن العالم ظل لفترة طويلة يقلل من شأن أهمية الاستعجال فيما يتعلق بالتغير المناخي, منوها بأن الوقت قد حان "لنستيقظ".
وقال بان إن الوعي الذي بدأ يتكشف شيئا فشيئا لدى الهيئات والمنظمات والبلدان والذي بدا جليا في تقارير مختلفة وفي تنامي اهتمام العالم بالطاقات البديلة يمهد للقمة الدولية الحاسمة بشأن المناخ في بالي بعد أسبوعين من الآن.
وختم بالقول إننا مطالبون بالتوصل إلى اتفاق مناخي شامل مقبول من طرف كل بلدان العالم, "فالمسؤولية مسؤوليتنا جميعا, والتغير المناخي لا يعرف الحدود, ولذلك يجب أن تكون حلوله جماعية".