القوة العسكرية الأوروبية

17/11/2007
بعد فشلها في معالجة أزمة البلقان، لجأت أوروبا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) فكثر الجدل، وتولدت قناعة بضرورة إنشاء قوة أوروبية عسكرية مستقلة.
وفي مؤتمر سان مالو الذي انعقد بفرنسا في ديسمبر/ كانون الأول 1998، اتفقت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وحكومات الدول الأعضاء الأخرى على اعتماد سياسة أوروبية للأمن والدفاع وبناء القوة اللازمة لذلك.
ثم وافق المجلس الأوروبي بقمته المنعقدة في هلسنكي في ديسمبر/كانون الأول 1999 على إنشاء قوة عسكرية أوروبية، بحيث تكون قادرة على القيام بعمليات حفظ السلام وعمليات إدارة الأزمات.
وتشكلت أول قوة عسكرية مكونة من 60 ألف جندي تم اختيارهم من جيوش بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا ولوكسمبورغ، وهي قوات مستقلة وإن كان بالإمكان وضعها تحت إمرة المنظمات الدولية.
واجباتها
-
القدرة على القيام بعمليات إنسانية ومساعدة المتضررين إثر الحروب أو الكوارث الطبيعية.
-
الجاهزية للقيام بمهمات إعادة السلام أو حفظ السلام، في إطار عمل الأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
-
القدرة على الانتشار في حالات التوتر والأزمات.
وتبنت القوة نظام وهيكلية حلف الناتو إذا ما طلب منها الاندماج مع قوات الحلف في بعض المهام، لكن بإمكانها التحرك دون أمر من الحلف بوصفها مستقلة.
اللجنة العامة
لا تتبع القوة أي منظمة عسكرية أخرى، فهي تتلقى الأوامر بالتحرك والانتشار من اللجنة العامة للدول الخمس التي تألفت من جيوشها، وتتكون اللجنة من وزراء دفاع تلك الدول ومديرين سياسيين تابعين لوزارات خارجيتها.
وتقوم اللجنة العامة المذكورة بالنظر في طلبات المساعدة المقدمة إليها من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما تتحرك القوة تبعا لأمر يصدر عن إحدى الدول الأعضاء أو المكونة لها.
مقر القوة العسكرية
تتخذ القوة العسكرية من ستراسبورغ على الحدود الفرنسية الألمانية مقرا لها، ويتألف المقر من عدد من العسكريين برتبة آمر وحوالي 350 عسكريا مساندا يضمون ضباط ارتباط من بريطانيا وهولندا والنمسا وبولندا وفنلندا واليونان وإيطاليا وكندا وتركيا.
ويدعم المقر كتيبة مؤلفة من 330 عسكريا تقوم بمهام الأمن والنقل والغذاء وغير ذلك، ويمكن تعزيزها بالمزيد من العناصر عند الحاجة. كما تتمركز في ستراسبورغ فرقة متعددة الجنسيات مكونة من وحدات تقوم بعمليات الإسناد للمقر في حالات انتشار القوة، وأما اللغة المستخدمة فهي الإنجليزية.
القدرة على الانتشار
القوة قادرة على الانتشار وتشكيل جبهة خلال 60 يوما فضلاعن قدرتها على تحمل العمليات الحربية لمدة لا تقل عن سنة واحدة، وذلك للتعامل مع المسؤوليات المتعلقة بإدارة الأزمات مثل التدخل الإنساني وحتى عمليات حفظ السلام.
القوة قادرة على الانتشار وتشكيل جبهة خلال 60 يوما فضلاعن قدرتها على تحمل العمليات الحربية لمدة لا تقل عن سنة واحدة، وذلك للتعامل مع المسؤوليات المتعلقة بإدارة الأزمات مثل التدخل الإنساني وحتى عمليات حفظ السلام.
وكان الاتحاد انتهى من توفير الإمكانات الضرورية للقوة العسكرية مثل وسائل النقل وأجهزة المخابرات والأجهزة الاستكشافية، في نقل الجنود وإيوائهم وتموينهم وذلك مطلع عام 2003.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتشكيل وحدة بوليسية مؤسسية مكونة من 5000 رجل شرطة.
كما قام الاتحاد الأوروبي في يناير/ كانون الثاني 2003 بتنظيم ثلاث عمليات أمنية دفاعية، فأرسل بعثة من الدفاع المدني إلى البوسنة والهرسك بدلا من بعثة الأمم المتحدة.
وأوفد بعثة مراقبة عسكرية إلى مقدونيا بدلا من بعثة حلف الناتو. كما أرسل بعثة عسكرية لحفظ السلام إلى بونيا وسط أفريقيا، في إطار عمل الأمم المتحدة.
وتوصلت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في فبراير/ شباط 2004 إلى اتفاقية لتشكيل قوة مدعمة بوحدات مكونة من 1500 قوة عسكرية قادرة على الانتشار والتوسع خلال 15 يوما.
المصدر : الجزيرة