حزب الشعب يندد بموقف الشرطة السويسرية من أقصى اليسار

7/10/2007
تامر أبو العينين -برن
ندد حزب الشعب السويسري اليميني بعدم تدخل الشرطة بشكل كافٍ لمواجهة أعمال شغب وعنف قامت بها مجموعة من أقصى اليسار للتشويش على مسيرة أراد الحزب من خلالها التعبير عن قوة حضوره في الساحة السياسية قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الـ21 من هذا الشهر.
ورد رئيس شرطة العاصمة شتيفان هوغلي على هذه الاتهامات وقال في مؤتمر صحفي إن قوات الأمن نجحت في منع اقتراب المتظاهرين من أنصار حزب الشعب، وأمنت جميع الطرقات المؤدية إلى مكان تجمع أنصار الحزب.
في المقابل اعترف قائد قوات العمليات يورغ غابي بأن الأسلوب الذي ظهرت به جماعات اليسار والفوضويين لم يكن في الحسبان، حيث لم تتركز في مكان واحد بل انقسمت إلى مجموعات تظهر تباعا من أماكن مختلفة مما جعل عملية المواجهة معها صعبة حسب رأيه.
مسيرة السبت

وعرقل نحو ألفي شاب ملثم ينتمون إلى تيارات أقصى اليسار مسيرة مؤيدي حزب الشعب وسط برن، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بالاتجاه الراديكالي الفاشي الذي ينتهجه حزب الشعب ضد الأجانب ومحاولة فرض الرأسمالية البرجوازية.
ورغم الحضور المكثف للشرطة في الشوارع الهامة في العاصمة لحماية أنصار حزب الشعب ومعهم وزيران في مجلس الحكم الفدرالي، فإن المتظاهرين تمكنوا من الوصول إلى ساحة البرلمان ورشقوا المبنى بالحجارة ودمروا مظاهر الاحتفال التي أعدها الحزب هناك، ثم أضرموا النيران في إحدى السيارات وحطموا واجهة.
لكن الشرطة هرعت إلى المكان في وقت لاحق واضطرت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وألقت القبض على عشرات منهم، وأصيب 17 شرطيا على الأقل بجروح.
وقالت الأحزاب السياسية السويسرية إن ما جرى يتنافى مع روح الديمقراطية الحرة وحرية التعبير عن الرأي، في حين نأت الجماعات المناهضة لحزب الشعب بنفسها عن أحداث الشغب تلك.
وقالت كاتيا ماير إحدى مسؤولات تنظيم الفعالية المناهضة، للجزيرة نت إنهم نظموا تجمعا موازيا لاحتفال الحزب للتنديد بالسياسة التي ينشرها اليمين المتشدد من حين إلى آخر، والتي وصفتها بأنها عنصرية.

فعاليات سياسية
وشهدت كبرى المدن السويسرية السبت عدة فعاليات سياسية حاولت فيها مختلف الأحزاب السياسية الترويج لسياستها قبل الانتخابات، ففي جنيف حثت وزيرة الخارجية وعضو الحزب الاشتراكي ميشلين كالمي ري الناخبين على ضرورة مشاركة المرأة بشكل أقوى في الحياة السياسية، ودعم التيارات المنادية بالتسامح والمساواة بين الجميع.
وفي مدينة بيل قال رئيس الحزب الليبرالي إن سياسات الأحزاب وبرامجها يجب أن تركز على ما وصفه بالتحديات الأساسية التي تواجه سويسرا، مثل سلبيات العولمة والحفاظ على المكانة الاقتصادية الجيدة والتركيبة الديمغرافية للبلاد.
إلا أن أحداث الشغب التي شهدها العاصمة برن غطت على جميع الفعاليات السياسية الأخرى، ولفتت الأنظار بشدة إلى حزب الشعب اليميني، الذي يحظى وفق آخر استطلاعات للرأي بشعبية كبيرة بلغت 26.7% من أصوات الناخبين، ليكون بذلك أكبر حزب سياسي في البلاد.
المصدر : الجزيرة