شكوك يمنية بوقوف قوى إقليمية خلف شعار الانفصال
22/10/2007
عبده عايش-صنعاء
رأى محللون سياسيون أن رفع شعارات انفصالية في الاعتصامات والمظاهرات التي نظمها المتقاعدون العسكريون في محافظات جنوب اليمن قد أخرجها من مسارها المطلبي، وأن تحولها إلى حركة سياسية مناهضة للوحدة كشف عن "تورط قيادات معارضة بالداخل في مخطط لزعزعة استقرار اليمن".
وثمة إجماع على أن حالة الشعور بالقلق من مخاطر حقيقية محدقة باليمن عكستها تحركات الرئيس علي عبد الله صالح وخطاباته السياسية التي تتوالى يوميا أثناء زياراته الميدانية لمدن وقرى البلاد خاصة المحافظات الجنوبية التي تشهد موجة من الاحتقان والتوتر والتحريض.
ويبدو -حسب هؤلاء- أن "القيادة اليمنية بدأت تدرك أن ثمة مؤامرة تحاك إقليميا ودوليا تريد لليمن أن يكون بؤرة توتر واضطرابات وقلاقل" خاصة مع قيام أطراف معارضة في الخارج على صلة بقوى إقليمية بالتلويح بورقة الانفصال في وجه السلطة والمحافظات الشمالية، واستثمار ورقة الاحتجاجات الشعبية المطلبية وإلباسها رداء سياسيا.
وفي حديث للجزيرة نت قال المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد إن هناك أشخاصا بالداخل "قبلوا ورضوا على أنفسهم أن يكون حصان طروادة لشخصيات انفصالية خارج البلاد، ولدول إقليمية ودولية تعبث بالاستقرار في البلاد".
وتطرق إلى بروز أدوار لأطراف خارجية وبعضها دولية تلعب على الورقة الانفصالية، ورأى أن الخطورة تكمن في "انغماس بعض الدول المحيطة باليمن في اللعب بورقة الانفصال".
وأوضح ثابت أن قيادات جنوبية تعيش في دول عربية مجاورة تمنع عليهم أي نشاط سياسي وإعلامي منذ فرارهم من اليمن أثناء حرب صيف 1994، قد سمح لهم مؤخرا بمخاطبة الجماهير داخل اليمن عبر الهاتف أثناء تنفيذ اعتصامات في الضالع رفعت خلالها شعارات انفصالية.
وعن الربط بين أحداث اليوم والأزمة التي سبقت حرب صيف 1994، قال ثابت إن الخارطة السياسية مختلفة، ولا يوجد جهة تمتلك جيشا كما كان الحزب الاشتراكي الذي أعلنت قياداته السابقة الانفصال حينها.
بؤر توتر
والذي يحدث اليوم –بحسب ثابت- هو نوع من الاضطرابات والقلاقل والتمردات، وتفجير بؤر توتر هنا وهناك، وإثارة الصدامات بين المواطنين وقوات الأمن والجيش، من أجل استثمارها واستغلالها خارجيا على اعتبار أن هناك قمعا واضطهادا من السلطة ضد أبناء المحافظات الجنوبية، واستخدامها في المحافل الدولية واعتبار ملف الجنوب ما زال مفتوحا من عام 1994.
والذي يحدث اليوم –بحسب ثابت- هو نوع من الاضطرابات والقلاقل والتمردات، وتفجير بؤر توتر هنا وهناك، وإثارة الصدامات بين المواطنين وقوات الأمن والجيش، من أجل استثمارها واستغلالها خارجيا على اعتبار أن هناك قمعا واضطهادا من السلطة ضد أبناء المحافظات الجنوبية، واستخدامها في المحافل الدولية واعتبار ملف الجنوب ما زال مفتوحا من عام 1994.
في المقابل يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري أن التحدي الخارجي هو بمثابة ثقب الأوزون لا يحتاج إلى تدليل، لكن الإشكالية أن دولة اليمن تاريخيا هي منفعلة بالخارج أكثر مما هي فاعلة فيه، فالعامل الخارجي قد يكون موجودا لكن الإشكالية هي في أن الداخل اليمني يعاني من أزمات حقيقية.
لكنه حذر الحكومة من الاتكاء على نظرية المؤامرة الخارجية رغم وجود دور للخارج في مشاكل اليمن، مؤكدا أن المتغير الداخلي أساسي في الأزمة التي تمر بها البلاد. وأوضح أنه لا يوجد قبول شعبي لأي نزعة انفصالية تشطيرية لليمن، وفي الوقت ذاته لا قبول للوحدة مع دكتاتورية وفساد واستبداد.
وقال الظاهري في حديث للجزيرة نت "إذا أردنا أن نحمي الوحدة اليمنية علينا أن نكافح الفساد، وأن تتوحد الجبهة الداخلية والاعتراف بشركاء الحياة السياسية في المعارضة الوطنية، وأن تنتقل الدولة اليمنية من شرعية الوحدة إلى شرعية الإنجاز والأداء والفاعلية".
المصدر : الجزيرة