رايتس ووتش تنتقد المالكي والتنديدات بإعدام صدام متواصلة
انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية موقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ورأت أن تعامله مع القضية يذكر بما أسمتها الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق.
وقالت المنظمة في بيان لها إن "موقف المالكي يذكر بموقف النظام السابق وانتهاكاته لحقوق الإنسان التي مارسها بوحشية".
وتأتي ملاحظات المنظمة ردا على كلمة المالكي في ذكرى تأسيس الجيش العراقي السبت الماضي حيث قال إن "إعدام الطاغية لم يكن قرارا سياسيا (…) وتم تنفيذ الحكم القضائي بعد محاكمة نزيهة وعادلة لم يكن يستحقها".
تواصل المظاهرات
في غضون ذلك تواصلت الانتقادات والمظاهرات المنددة بإعدام صدام حسين داخل وخارج العراق. ففي العراق تظاهر المئات من أهالي مدينة سامراء الأحد أمام مرقد الإمامين العسكريين، علي الهادي والحسن العسكري تنديدا بإعدام صدام.
وأطلق المتظاهرون النار في الهواء ورفعوا صورا لصدام كما هتفوا منددين بالحكومة العراقية وقوات "الاحتلال" الأميركي.
كما تظاهر المئات من طلاب جامعة الموصل شمالي العراق احتجاجا على إعدام الرئيس السابق، ونظموا مجالس عزاء في أول يوم للدوام عقب إعدام صدام حسين وانتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك.
وقد فرضت قوات الأمن العراقية حظرا للتجوال على محيط المنطقة وطالبت الطلبة المتظاهرين بالتفرق، في حين شوهدت آليات أميركية عدة تنتشر في شوارع الموصل خشية حصول تداعيات. وحمل المتظاهرون صورا للرئيس الراحل وشعارات تندد بالحكومة العراقية مطالبين إياها بالاستقالة.
المغرب والجزائر
وفي المغرب تظاهر الآلاف في شوارع الدار البيضاء استجابة لدعوة من نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل -وهي إحدى نقابات العمال الرئيسية- وذلك للاحتجاج على إعدام صدام حسين.
أما في الجزائر فقد طالب برلمانيون حكومة بلادهم بقطع علاقاتها مع الحكومة العراقية إذا لم يتوقف ما أسموه التطهير الطائفي الذي يستهدف السنة في العراق وتتراجع حكومة المالكي عن إعدام برزان التكريتي وعواد البندر.
ووصف بيان وقعه عدد من نواب المجلس الشعبي الجزائري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ"المملوك". وجاء في البيان أن تهديد المالكي بقطع العلاقات مع دول انتقدت إعدام صدام يزيد في تعميق الشرخ بين الدول العربية.
كما انتقد النواب موقف إيران من إعدام الرئيس العراقي السابق الذي جاء في "صورة غلب عليها طابع الانتقام والتشفي".
تنديد أردني
في سياق متصل ندد مجلس النواب الأردني بطريقة إعدام صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى.
وقال رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي في أول جلسة بعد عطلة العيد، إن "الأمر بدا وكأنه مقصود ومتعمد في اختيار الزمان والمكان والظروف، ويرمي لإيذاء مشاعر العرب والمسلمين عمدا وعن سبق إصرار، إضافة إلى ما رافق عملية الإعدام من مظاهر الانتقام والطائفية خلافا لكل الشرائع السماوية".
من جانبها انتقدت نقابة الصحفيين الأردنيين في بيان تهديدات المالكي بإعادة النظر في العلاقات مع أي دولة ترفض احترام إرادة العراقيين. واعتبرت أنها تحمل في طياتها دلائل واضحة على استمرار الحكومة العراقية في "تغذية بذور الفتنة الطائفية داخل العراق وخارجه، مثلما تدلل على الشعور بهزيمة هذه الحكومة وقرب انهيارها".
وفي بريطانيا اعتبر رئيس الوزراء توني بلير الطريقة التي أعدم بها صدام حسين "غير مناسبة على الإطلاق"، وفق ما أعلنه مكتب رئاسة الوزراء.
إعدام برزان والبندر
ولم تحدد السلطات العراقية بصورة رسمية موعدا لتنفيذ الإعدام في برزان التكريتي وعواد البندر، لكن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، أبلغ هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنه يتوقع تنفيذ حكم الإعدام فيهما خلال الأسبوع الجاري.
وكان يفترض أن ينفذ حكم الإعدام شنقا بالرجلين فجر الخميس الماضي ثم أرجئ إلى الأحد، وتأجل مرة أخرى نظرا للضغوط الدولية والعربية التي أثارها تسريب شريط يصور عملية إعدام صدام حسين، حسب ما ذكره مسؤول قريب من المالكي.