زيارة رايس.. بحث عن حلول أم خلط للأوراق؟

r_U.S. Secretary of State Condoleezza Rice (L) and Palestinian President Mahmoud Abbas pose for the media after their joint news conference at the Palestinian Authority

رايس حملت مشروعا تدريب وتمويل الأمن والدولة المؤقتة لعباس الذي رفض الثاني (رويترز)

عوض الرجوب-الضفة الغربية

ما أن عاد الهدوء إلى الساحة الفلسطينية بعد أسابيع من الخلافات التنظيمية، وسادت أجواء التفاؤل بقرب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حتى حلت وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ضيفة على الشرق الأوسط، في مهمة تخص الملف الفلسطيني.

وحملت رايس في جعبتها هذه المرة فكرة إقامة دولة فلسطينية مؤقتة -التي رفضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس- ومشروعا لدعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمويلا وتدريبا، وهي المسألة التي طرحت الكثير من التساؤلات أهمها: هل تهدف الزيارة إلى البحث عن حلول للأزمة الفلسطينية وفك الحصار، أم توسيع الهوة بين الفلسطينيين؟

عدد من السياسيين والمحللين الفلسطينيين حذروا في تصريحات للجزيرة نت مما أسموه محاولات العبث بالصف الفلسطيني، واللعب على وتر التناقضات الداخلية لتعميق الهوة بين الأشقاء، باعتبار ذلك تدخلا غير مقبول لن يكتب له النجاح.

"
لا يعتقد الناطق باسم الحكومة غازي حمد أن مهمة رايس ستؤثر على المناخ الإيجابي في الحوارات الوطنية "لأن الحوارات ركن أساسي في المعادلة الفلسطينية وتجري ضمن منظور فلسطيني وطني يضع في الحسبان فك الحصار
"

الحكومة والزيارة
الحكومة الفلسطينية رأت وفقا للناطق باسمها غازي حمد أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية تركز على قضيتين: الأولى إقناع القيادة بقبول الدولة المؤقتة بمسار كالمسارات القديمة التي ثبت فشلها، والثانية التأكيد على أن حكومة الوحدة يجب أن تكون بشروط الرباعية الدولية.

ومع ذلك لا يعتقد حمد أن مهمة رايس ستؤثر على المناخ الإيجابي في الحوارات الوطنية "لأن الحوارات ركن أساسي في المعادلة الفلسطينية وتجري ضمن منظور فلسطيني وطني يضع في الحسبان فك الحصار" مضيفا أن الفلسطينيين غير مجبرين على قبول المواقف الأميركية وليس بالضرورة أن يقبلوا "كل الشروط التي تطرحها الحكومة الأميركية".

ووصف الناطق باسم الحكومة الاستعداد الأميركي لتدريب وتسليح جهاز الأمن الفلسطيني بأنه "تدخل خطير في الشأن الفلسطيني" موضحا أن "أميركا تلعب دائما على وتر التناقضات الداخلية، وتفرق بين من تسميهم معتدلين ومن تسميهم متطرفين من الفلسطينيين".

وقال إن الولايات المتحدة وفي محاولة يائسة تستخدم مجددا سياسة ثبت فشلها في العراق وفلسطين وأفغانستان، مستبعدا أن يؤدي دعمها لطرف دون الآخر -لو حدث- إلى نتيجة لأن الوضع الفلسطيني الداخلي لن يحسم عسكريا وبالقوة، وإنما فقط من خلال الحوار الوطني.

الحل سياسي
عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح سحر القواسمي، لها وجهة نظر أخرى. فهي ترى أنه من المفترض ألا يضع الفلسطينيون شروطا على أي تحرك سياسي، لأن حل القضية سياسي، مع الالتزام بالثوابت الوطنية.

"
عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح سحر القواسمي،  ترى أنه من المفترض ألا يضع الفلسطينيون شروطا على أي تحرك سياسي، لأن حل القضية سيبقى سياسي
"

وقالت إن الفلسطينيين لا يستطيعون منع أية جهود سياسية مبذولة خاصة في الظرف الحالي، لكن بإمكانهم وضع الحقائق والثوابت الفلسطيني كعنوان لأي تحرك في المنطقة. وشددت قواسمي على وجوب تحقيق الوفاق الفلسطيني على برنامج سياسي محدد يكون مدخلا لحكومة الوحدة والخروج من الأزمة الراهنة وفك الحصار، وتحويل الفلسطينيين إلى لاعبين أصليين في أية عملية سياسية في الشرق الأوسط.

بضاعة فاسدة
بدوره رأى المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أن زيارة رايس تهدف إلى "تسويق بضاعة فاسدة" موضحا أن "أميركا دائما تأتي تطرح تصورات لحل القضية الفلسطينية عندما يكون المشروع الأميركي في مأزق كما هو الحال الآن في العراق".

وأضاف أن زيارة رايس الحالية جاءت في وقت تقترب فيه الساحة الفلسطينية من تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتهدف إلى "خلط الأوراق على الساحة الفلسطينية وتعميق الشرخ الفلسطيني وإحداث انقسام مجتمعي فلسطيني وحرب أهلية تطيح بكل مكتسباته من خلال إعطاء وعود كاذبة بإقامة الدولة" إضافة إلى محاولتها "قطع الطريق على أي تحرك دولي جدي لحل القضية الفلسطينية سيما أنها رفضت توسيع اللجنة الرباعية".

المصدر : الجزيرة

إعلان