اتهامات البشير ونائبه تزيد التوتر بالسودان
عماد عبد الهادي-الخرطوم
دفعت الاتهامات التي تبادلها الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت حول أزمة تنفيذ سلام نيفاشا خلال الاحتفال بمرور عامين على الاتفاقية بمزيد الاحتمالات حول صمودهما أمام المهددات التى يخفيها كل طرف تجاه الآخر.
وكشفت الاتهامات أن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني لايزالان يحملان كثيرا من الشك ويضمران بعضا من عداء الماضي لبعضهما، الأمر الذي دفع محللين سياسيين إلى التحذير من مواصلة هذا النهج الذي بدأ يسيطر على كافة الخطابات الموجهة بين الشريكين، وأشار المحللون إلى وجود عناصر داخل القوتين تدفع باتجاه عودة الحرب من جديد وفصل جنوب السودان عن الشمال.
ففي الوقت الذى استنكر فيه وزير الداخلية الزبير بشير طه اتهامات نائب الرئيس معتبرا أن هناك من يقف وراء تلك الاتهامات للمؤتمر الوطني، قال نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار إن بعضا من قادة المؤتمر الوطني يسعون إلى زرع مزيد من الفتنة بالجنوب وإن حزبهم لا يعمل من أجل تنفيذ إتفاق نيفاشا بالصورة المطلوبة.
تفسير خاص
لكن رئيس مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر إبراهيم اعتبر أن الاتهامات التى تبادلها الرئيس ونائبه أبرزت أن كلا من الشريكين أصبح يفسر اتفاقية نيفاشا بطريقته ومصلحته الخاصة.
فسلفاكير -بحسب إبراهيم- وبعد تمسك المؤتمر الوطني بوزارة الطاقة اعتبر أنه لم يعد شريكا في الحكومة، أما المؤتمر فأصبح يفسر الاتفاقية على أساس ست سنوات سيقضيها فى الحكم بعد الفترة الانتقالية.
وأشار الدكتور إبراهيم في حديث للجزيرة نت إلى أن الخلافات عبرت عن عدم جلوس طرفي الاتفاق لمعالجة أزماتهما من قبل، واعتبر أن هذا الخلاف تطور طبيعي لكيفية إدارة السلام منذ توقيع نيفاشا قبل عامين.
ولم يستبعد إبراهيم تطور الأزمة بالاتجاه الأسوأ "طالما يمارس الطرفان مزيدا من الاستقطاب".
" |
دليل يأس
من جهته، رأى عضو المكتب الدائم لاتحاد الحقوقين العرب حسن عبد الله الحسين أن الأزمة دليل على ما وصل إليه الشريك (الحركة) من يأس من المؤتمر الوطني.
وأعرب الحسين للجزيرة نت عن اعتقاده بأن كل ملاحقاته واجتماعاته التي عقدها من وراء الكواليس لم تجد فتيلا وبذلك أراد أن يشهد الكافة بما فيهم الشعب السوداني ومجموعة الإيغاد والشركاء الحاضرين، ولم يستبعد أن يكون ذلك توطئة لخطوات قادمة قد تتخذها الحركة ومن ثم سيجد لها أولئك الحضور المعذرة حينها.
وتوقع أن يجد المناوئون لاتفاقية السلام داخل الحكومة ضالتهم التي يمكن أن يقارعوا بها رئيس الجمهورية ومجموعته التى تحرص على تنفيذ الاتفاق.
ثقافة مختلفة
أما المحلل السياسي محمد موسى حريكة فقد اعتبر أن ثقافة الجنوب الواضحة مقابل ثقافة الحكومة في الشمال التي تعتمد على الأسرار وكتمها هما من دفع بالطرفين إلى تباعد المواقف وبالتالي خروجهما عن نص الاتفاق والمناسبة.
وقال للجزيرة نت إن نائب الرئيس خالف ما يسمى بثقافة البروتوكولات الزائفة مما فهم بأنه أزمة جديدة فى العلاقة بين الشريكين، لكنه لم يستبعد أن تكون الأزمة موجودة فعليا لكنها ليست بالحجم المخيف ما لم تستغلها بعض الجهات مشيرا إلى وجود "ثقافتين تحاول اتفاقية السلام مزجهما ولو إلى حين".
وتوقع حريكة ألا تنتهي الأزمة الحالية بالشكل الذي ربما يخطط له أحد الطرفين ولكنها ربما تمتد إلى مواقف أخرى أكثر حساسية.