وفاة الصحفية الإيطالية المعادية للإسلام فالاتشي
توفيت أمس في أحد مستشفيات مدينة فلورنسا الإيطالية بعد صراع طويل مع مرض السرطان الصحفية أوريانا فالاتشي التي عرفت في السنوات الأخيرة كأحد رموز التحريض على الإسلام والمسلمين.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن فالاتشي التي كانت تمضي وقتها بين مدينتها فلورنسا ونيويورك نقلت وسط تكتم شديد إلى المستشفى في مسقط رأسها منذ بضعة أيام.
وأفادت عائلة الصحفية أن فالاتشي (77 عاما) طلبت إقامة مراسم جنازة خاصة بعد وفاتها.
عرفت فالاتشي كمراسلة حربية غطت حرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي ثم أجرت مقابلات مطولة مع كثير من زعماء العالم آنذاك وجمعتها لاحقا في كتاب حمل عنوان "مقابلة مع التاريخ".
وبين الذين التقتهم ماو تسي تونغ ووزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي وياسر عرفات وكاسترو والإمام الخميني والعقيد القذافي.
وخلال مقابلة مع الخميني، وصفت فالاتشي أول مرشد للثورة الإسلامية الإيرانية بأنه "طاغية"، ونزعت وشاحا كانت ترتديه أمامه.
الغضب والغرور
غير أنها أثارت فضيحة عام 2002 بنشرها كتاب "الغضب والغرور" الذي كتبته تحت صدمة هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وبيعت منه مليون نسخة في إيطاليا وحدها.
وتضمن الكتاب تعابير عنصرية ضد المسلمين من قبيل أنهم "يتكاثرون كالأرانب" ويمضون "النهار وأقفيتهم في الهواء" في إشارة إلى الصلوات الخمس التي يؤديها المسلم يوميا.
وبعد انتقالها للإقامة في نيويورك، ظهرت فالاتشي كأحد أشد الأصوات المعادية للإسلام وواجهت اتهامات بإثارة الكراهية ضد المسلمين وبالعنصرية.
وبعد تفجيرات القطارات في مدريد في مارس/آذار 2004 نشرت فالاتشي مقالا بعنوان "عدو من الداخل" ما لبثت أن طورته إلى كتاب بعنوان "قوة العقل" للتحذير من مخاطر "استعمار إسلامي لأوروبا".
كما أثارت موجة جديدة من الجدل في وقت سابق من العام الحالي بعدما أعلنت أنها تعمل على إعداد سلسلة رسوم تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إلحاد وكاثوليكية
واعتادت فالاتشي على وصف نفسها بأنها ملحدة، لكنها اهتمت بصورة متزايدة في السنوات الأخيرة من عمرها بالكنيسة الكاثوليكية في روما.
وأعربت في الآونة الأخيرة عن إعجابها ببابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الذي التقته العام الماضي والذي أثار بدوره أمس الأول موجة من السخط وسط مسلمي العالم.
ولدت فالاتشي يوم 29 يونيو/حزيران 1929 وكانت عضوا نشطا في حركة المقاومة الإيطالية ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تصبح صحفية.
ووصف الرئيس الإيطالي السابق أزيلو تشامبي حياة فالاتشي بأنها "مثال مشجع" يحتذي به الآخرون.