هل تكرر انتخابات مقدونيا سيناريو أوكرانيا؟
يشارك نحو مليون وسبعمائة ألف ناخب في مقدونيا في الانتخابات التشريعية، وهي الخامسة منذ استقلال مقدونيا عن الاتحاد اليوغوسلافي عام 1991.
ويخوض هذه الانتخابات 2620 مرشحا من 31 حزبا بعد أن شهدت الحملة الانتخابية في بدايتها بعض المصادمات المسلحة خاصة بين المتنافسين من الأحزاب الألبانية، وامتد الأمر إلى الأحزاب المقدونية.
وقد تطلب ذلك تدخلا أميركيا وأوروبيا لحث الأحزاب المتنافسة على التوقيع على اتفاق تتعهد فيه بالعمل على نزاهة الانتخابات كشرط أساسي لاستمرار مسيرة مقدونيا نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
لمن الفوز
وبعيدا عن كل ذلك يبقى السؤال الأهم من سيفوز بالانتخابات ويستطيع أن يحصل على 61 مقعدا تؤهله لتشكيل الحكومة من بين أقوى حزبين في مقدونيا؟ الحزب الحاكم الاشتراكي الديمقراطي أم حزب المنظمة الثورية الشعبية المقدونية المعارض؟
" |
وإن كان المحللون يتوقعون تقارب نتائج الفريقين ويتوقعون بأن التحالف مع الأحزاب الألبانية لن يخدم أي من الأطراف المتنافسة، إلا أنهم يشيرون إلى أهمية الأحزاب المقدونية الصغيرة التي قد يرجح التحالف معها كفة أحد الفريقين.
ومن هذه الأحزاب الحزب الاشتراكي الديموقراطي الجديد وحزب بناء مقدونيا الجديدة الذين تأسسا بسبب عدم رضاهما عن سياسة الحزب الحاكم وأكبر أحزاب المعارضة حزب المنظمة الثورية الشعبية المقدونية.
ويراهن زعماء المعارضة على سيناريو أوكرانيا ويعدون لتنظيم تجمع شعبي ضخم مساء اليوم في قلب العاصمة سكوبيا للاحتفال بالفوز حتى قبل إعلان لجنة الانتخابات الحكومية عن النتائج.
أما إذا لم تسفر هذه النتائج عن فوز كبير، فإن الاحتفالات قد تتحول إلى غضب شعبي كبير حيث يخشى قادة المعارضة من أن يستغل الحزب الحاكم رئيس اللجنة الحكومية للانتخابات لمصلحته والتأثير عليه لتزوير الانتخابات.
لكن حدوث ذلك أو وقوع أزمة سياسية بعد الانتخابات في مقدونيا سيعني أن تقرير الاتحاد الأوروبي عن مقدونيا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم سيكون سلبيا.
أما إذا سارت الأمور بصورة إيجابية فإن قاعات البرلمان المقدوني ستشهد هذه المرة معارضة قوية وربما حكومة غير مستقرة بل وربما أيضا انتخابات جديدة.
___________
مراسل الجزيرة نت