غارات إسرائيلية كثيفة على النبطية والبقاع وصور
تواصل قصف الجيش الإسرائيلي وغاراته على النبطية والبقاع وصور ومحيطها بلا انقطاع منذ مساء أمس، في ترجمة لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بتكثيف الغارات الجوية على لبنان.
وشنت الطائرات الحربية صباح اليوم السابع عشر للعدوان على هذا البلد عدة غارات على بلدة كفرجوز في النبطية، إضافة إلى عشر غارات أخرى على مجرى نبع الطاسة في الجنوب.
وأفادت مراسلة الجزيرة أن غارة إسرائيلية استهدفت منطقة مريفع في الجنوب دون أن يتضح ما إذا كانت قد أوقعت ضحايا. كما شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات على جبل أبو راشد وبركة جبور في البقاع.
وجاءت الغارات الجديدة على البقاع حسب مراسل الجزيرة في المنطقة غداة استهداف شاحنات تحمل خضراوات في مناطق تعنايل ودير زنون ورياق وبر الياس.
وذكر مراسل الجزيرة في صور أن البوارج والطائرات الحربية والمدفعية تشارك في القصف الذي يستهدف مناطق في المدينة كانت قد استهدفت من قبل.
وأضاف أن القصف الإسرائيلي تركز على مدينة النبطية ومحيطها، مشيرا إلى أن الأحياء المسيحية حيث التجأ السكان في مدن الجنوب استهدفت بدورها.
تدمير عيترون
وكانت الشرطة اللبنانية قد تحدثت عن أن المدفعية الإسرائيلية الثقيلة أطلقت نحو 160 قذيفة على عيترون، مشيرة إلى أن نحو نصف بيوت القرية -أي نحو 100 منزل- تعرض للتدمير أو أصيب بخسائر جسيمة.
كما أطلقت البحرية الإسرائيلية نحو 40 قذيفة على الحلوسية قرب ميناء صور جنوب بيروت، ما أسفر عن تدمير نحو 20 منزلا في البلدة.
وأودى القصف الإسرائيلي أمس بحياة 11 لبنانيا هم 10 مدنيين وشرطي في غارات تركزت على البقاع والجنوب.
وقد اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية تل أبيب باستعمال أسلحة محظورة، وقال مدير الطوارئ بالمنظمة بيتر بوكاريت "إننا متيقنون بأن إسرائيل تستعمل قنابل عنقودية في حربها على لبنان".
من جانبه قال وزير الصحة اللبناني محمد خليفة إن ضحايا القصف ارتفعوا إلى 600 قتيل معظمهم من المدنيين، ونحو 1800 جريح.
وردا على العدوان أطلق مقاتلو حزب الله دفعات من صواريخ كاتيوشا على مستوطنات ومدن شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 70 صاروخا سقط الخميس على حيفا ونهاريا وصفد وكرمئيل وروش بينا ومعالوت وكريات شمونة وشلومي، ما أوقع 20 جريحا.
وأشار مراسل الجزيرة في حيفا أن صفارات الإنذار دوت اليوم في المدينة وفي مستوطنة كرمئيل المجاورة، في حين ساد الهدوء مناطق الشمال الإسرائيلي الأخرى.
تهديدات بيرتس
وقد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس بما أسماه تطهير جنوب لبنان من مقاتلي حزب الله، وأكد مواصلة العمليات العسكرية لتحقيق هذا الهدف رغم اعترافه بتكبد قواته خسائر فادحة.
وقال بيرتس في مؤتمر صحفي مشترك مع قائد هيئة الأركان الجنرال دان حالوتس أمس إن "هدفنا تطهير القطاع الذي كان يوجد فيه (حزب الله) وأن لا يعود إليه"، معترفا بأن الأمر قد يستغرق وقتا ويتطلب مزيدا من القوة، لكنه أشار إلى أن إسرائيل تملك هذين العنصرين.
وجدد الوزير تأكيده أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي توجيه ضربة إلى دمشق، وقال "لسنا في وارد فتح جبهة مع سوريا، لكننا نأمل ألا يدفعنا حزب الله إلى ذلك".
ورغم اعترافه بتكبد قواته خسائر فادحة خصوصا في معارك بنت جبيل واستمرار قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، قال حالوتس إن الحزب مني أيضا بخسائر فادحة على المستوى الإستراتيجي مشيرا إلى إصابة "المئات" من مقاتليه.
المجلس المصغر
وجاءت تصريحات بيرتس وحالوتس بعدما قرر المجلس الوزاري المصغر بإسرائيل تكثيف الضربات الجوية بدلا من توسيع نطاق الهجوم البري ضد مواقع مقاتلي حزب الله.
كما وافق المجلس بالإجماع على استدعاء مزيد من جنود الاحتياط بناء على توصية من قيادة أركان الجيش لدعم "مواجهة حزب الله على جبهة لبنان"، مقررا استنفار ثلاث فرق احتياط.
ويتوقع أن تشمل الخطة احتلال قرى بل ومسح بعضها من الخارطة تماما كما دعا إليه قادة عسكريون إسرائيليون، بدعوى إيوائها مقاتلي حزب الله.
يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه المواجهات متواصلة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في مثلث عيترون-بنت جبيل-مارون الراس.