المالكي في واشنطن لبحث الوضع الأمني المتردي بالعراق
يلتقي رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم الثلاثاء بالرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن لمناقشة الوضع الأمني في العراق وسبل مكافحة العنف المتصاعد حسب ما ذكرت مصادر الجانبين.
ويأتي اللقاء عقب فشل خطة المالكي الأمنية حيث تصاعدت أعمال العنف برغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة الشهر الماضي.
وأقر المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أمس أن أهداف الخطة لم تتحقق موضحا أن مناقشة الوضع الأمني المتردي ستكون الموضوع الرئيسي في المحادثات. وأضاف أن بوش والمالكي سيدرسان "سبل إحلال سلام أهلي" في العراق.
وكان المالكي الذي زار لندن أمس لأول مرة منذ توليه رئاسة الحكومة في مايو/أيار الماضي صرح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني توني بلير أن العراق لن ينزلق إلى حرب أهلية، ولكنه أقر بأن العنف الطائفي المتزايد يؤدي إلى مقتل حوالي مائة شخص يوميا في الوقت الحالي.
وتكتسب زيارة المالكي أيضا بعدا سياسيا كبيرا للولايات المتحدة التي ستشهد انتخابات تشريعية في نوفمبر/تشرين الثاني يتوقع أن تشكل الحرب على العراق والانسحاب الأميركي منه قضيتين أساسيتين فيها.
ويتعرض بوش لضغط سياسي لإظهار أن هناك تقدما يتحقق في العراق بما يمهد لخفض القوات الأميركية هناك بحلول نهاية العام.
من جهة أخرى، دعا بعض أعضاء المعارضة العراقية المالكي لإلغاء زيارته إلى واشنطن خشية أن يتوصل لاتفاق مع الأميركيين يخولهم البقاء عسكريا إلى أمد غير محدد، غير أن رئيس الحكومة وعد أمس بأن يبحث مع بوش هذا الأمر.
مؤتمر الوفاق
وفي تطور آخر يفتتح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي التي يشارك فيها عدد من الشخصيات العراقية تمثل الأحزاب والقوى السياسية.
وتناقش اللجنة على مدى ثلاثة أيام التحضيرات اللوجستية والفنية للمؤتمر المقرر عقده في بغداد الأسبوع الأول من الشهر القادم.
وتتضمن التحضيرات وضع بنود جدول الأعمال بعد إدخال بعض التعديلات وإضافة بعض القضايا المستجدة على الساحة العراقية بمقدمتها وقف الاقتتال الطائفي الذي يهدد لبنات المجتمع العراقي ووحدته، إلى جانب بحث دمج مبادرتي الجامعة والمالكي.
ومن المنتظر أن يشارك حوالي ثلاثين شخصية عراقية تمثل الائتلاف الموحد وجبهة التوافق والقائمة العراقية الوطنية والتحالف الكردستاني والجبهة العراقية للحوار الوطني والاتحاد الإسلامي الكردستاني ومجلس الأقليات والأحزاب التركمانية.
كما سيشارك ممثل هيئة علماء المسلمين والمؤتمر التأسيسي والوقف السُني والوقف الشيعي وممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب الوطنية والقومية إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة فضلا عن ممثلين عن الجماعات المسلحة بالعراق.
الوضع الأمني
ميدانيا، تواصلت أعمال العنف في أنحاء العراق حيث قتل 22 عراقيا أمس فيما ذكر الجيش العراقي أنه اعتقل الأحد 36 شخصا في عدد من مدن العراق يشتبه بانتمائهم لجماعات مسلحة.
ففي مدينة الموصل لقي ممثل الجبهة التركمانية الدكتور واثق محمد يونس مصرعه مع ثلاثة من حراسه الشخصيين عندما أطلق مسلحون نيران الأسلحة الرشاشة على السيارة التي كان يستقلها بحي الثورة غربي مدينة الموصل.
كما قتل خمسة جنود عراقيين وأصيب أربعة آخرون بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من دوريتهم. وفي حادث آخر، قتل مسلحون شرطيا قرب منزله رميا بالرصاص شرطيا فيما أفادت مصادر طبية أن أربعة مدنيين قتلوا بنيران مسلحين.
وفي تكريت قتل الشيخ محمود الندى شيخ عشيرة البيجات التي ينتمي لها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، والمحامي طلال غالب على أيدي مسلحين مجهولين أثناء وجودهم داخل محل وسط المدينة.
وفي بغداد قتل جندي عراقي وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار قنبلة على جانب الطريق بحي المنصور غرب العاصمة. كما قتل مدني وأصيب ثلاثة من الشرطة لدى انفجار قنبلة على جانب الطريق في حي الوزيرية.
وفي سامراء قتل اثنان من المدنيين وأصيب 17 آخرون منهم سبعة من أفراد الشرطة بانفجار سيارة مفخخة.
وقرب الحلة هاجم مسلحون مجموعة من المدنيين فقتلوا شخصين وأصابوا 17 آخرين. وفي الكوت قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا عراقيا رميا بالرصاص.