الاحتلال يوجه ضربة قاصمة لقطاع الدواجن في غزة
يسعى الاحتلال الإسرائيلي ضمن حملة "أمطار الصيف" العسكرية المتواصلة على قطاع غزة إلى استكمال مسلسل تدمير الاقتصاد الوطني الفلسطيني، الذي بدأت فيه مع انطلاق انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000م لقتل أي فرصة نجاح يحققها المستثمرون المحليين على الأرضي المحتلة.
فبعد أن طالت آلة العدوان الإسرائيلية معظم قطاعات الاقتصاد الفلسطيني، امتدت مؤخرا إلى قطاع الطيور والدواجن الذي حقق فيه رجال الأعمال المحليون اكتفاء ذاتيا سد حاجة السوق الفلسطينية وجعلها تستقل عن السوق الإسرائيلية في تلبية احتياجات السكان الفلسطينيين بما يتناسب مع دخولهم المالية المتواضعة.
ففي الوقت الذي انشغلت فيه وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة بتغطية أحداث الاجتياح الإسرائيلي لأطراف مخيم المغازي للاجئتين نهاية الأسبوع الماضي والاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والمقاومين والمنشآت والبنى التحتية والبيوت الفلسطينية، أقدم جيش الاحتلال على تدمير أكبر شركتين لتفريخ الدواجن في قطاع غزة.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد دكت بـ15 قذيفة صاروخية من الوزن الثقيل مزارع شركة الزهور للتفريخ في منطقة الشوكة شمال شرق محافظة رفح، فيما ساوت الجرافات والدبابات الإسرائيلية في صبيحة اليوم التالي مزارع شركة المصري وغبون للتفريخ بالأرض وحولت العنابر وكل محتوياتها إلى كومة من حديد.
خسائر فادحة
ويقول مالك الشركتين ورجل الإعمال، علي المصري، إن حجم الضرر الذي لحق بشركاته ومزارعهما من خسائر فادحة جراء العدوان الإسرائيلي أكبر من الوصف.
وأوضح أن الناظر لمزارع الشركتين بعد التدمير يظن أن زلزالاً قويا ضرب المنطقة وقلب أعليها أسفلها، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة لم تأت بعد لزيارة مزارعه المنكوبة بحجة أن منطقتي صوفا والشوكة لا زالتا تتعرضان لعدوان مما يعرض سلامة وفد الزراعة للخطر.
يؤكد المصري، أن مزارع شركة الزهور للتفريخ بالشوكة ومزارع شركة المصري وغبون للتفريخ بصوفا كانتا تعملان على أحدث الطرق التكنولوجية في العالم في هذا القطاع الزراعي وهما الوحيدتان اللتان تعملان وفق نظام التحكم عبر أجهزة الكمبيوتر، ومزودتان بكل الآلات والمعدات والأجهزة التقنية اللازمة، للحفاظ على جودة الإنتاج التي تضاهي الإنتاج الزراعي الداجن في دول العالم المتقدم.
تغطية خاصة (غزو غزة) |
مناشدة
وأوضح أن مزارع الشركتين تنتج بيض التفريخ الذي يستخدم في إنتاج الكتاكيت التي تحتاجه كل مزارع القطاع التي تنتج دواجن اللاحم والبياض، مشيراً إلى أن الشركتين حققتا اكتفاء ذاتيا رغم كل ما تعرضتا له من إعاقات من الاحتلال طوال سنوات الانتفاضة للحيلولة دون تقدمها، عبر منع توريد قطع الغيار والمستلزمات اللازمة للصيانة.
وتقدر قيمة مزارع الشركتين ما يزيد عن مليوني دولار وفق ما هو مسجل لدى هيئة الاستثمار الفلسطيني ووزارتي الزراعة والاقتصاد.
وناشد المصري عبر الجزيرة نت، الرئيس محمود عباس و رئيس الوزراء إسماعيل هنية ووزيري الزراعة والاقتصاد التدخل من أجل تعويضه ومساعدته لإعادة بناء مزارع الشركتين للعودة للعمل في أقرب وقت.
ويتوقع أن يشهد سوق الدواجن الفلسطينية غلاء ملحوظا في الطيور نتيجة لغياب أكبر منتج للبيض والكتاكيت في القطاع مما يتيح الفرصة من جديد للاعتماد على السوق الإسرائيلي.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت