صورة سوداوية لأميركا في أذهان الفلسطينيين

afp - With the Lebanese, Iraqi and Palestinian flags in the background, Palestinian boys lay in shallow make shift graves along the side of a street



عوض الرجوب-الضفة الغربية

يرسم الفلسطينيون في أذهانهم صورة سوداوية للولايات المتحدة الأميركية فيما يؤكد محللون ومراقبون أن الثقة في واشنطن تراجعت كثيرا في الآونة الأخيرة خاصة بعد احتلال العراق واستمرار انحيازها لإسرائيل، لأن محاولاتها لتحسين صورتها بالمساعدات لم تعد ذات جدوى، بل ولم تعد أميركا حلما وأملا بالنسبة للفلسطينيين خاصة طلبة الجامعات.

ومع ذلك يشير البعض إلى أنه لا يمكن الحكم على الشعب الأميركي من خلال سياسة حكومته وأن الرغبة في السفر لأميركا ما زالت موجودة، وأن فيها الكثير من المجالات التي يمكن الإفادة منها.


دولة مارقة
ويعتبر الباحث والمؤرخ محمود النمورة مؤلف كتاب "الجريمة غربية أميركية وفلسطين الضحية" أحد أبرز المستائين من الولايات المتحدة بسبب "مواقفها غير العادلة من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، فهو يؤكد أن الفلسطينيين كانوا ينظرون إلى الولايات المتحدة كدولة ديمقراطية ذات قيم حرة، لكن هذه النظرة تغيرت.

وأضاف أن الولايات المتحدة كما يعتقد الفلسطينيون "نافقت في مبادئها وقيمها وحرمت الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم ودعمت الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، وبالتالي أصبحت دولة مارقة لا قيم لها ولا مُثل، وإنما دولة تتاجر بالقيم".

ويعتقد الباحث الفلسطيني أن ممارسات الولايات المتحدة في سجني غوانتانامو وأبو غريب وتدخلها في حريات الأميركيين وتجسسها على مكالماتهم الهاتفية ومعتقدات الناس، نقلت صورتها من دولة حرة ديمقراطية إلى دولة شريرة قمعية ميكافيلية، ولم تعد كما كانت في السابق محل أمل أو طموح لدى المهاجرين أو الباحثين عن عمل.


undefinedويذهب إلى أبعد من ذلك إذ يشبه إسرائيل بالعصى، موضحا أن الولايات المتحدة تستخدمها بالدعم والأسلحة والمال والدبلوماسية لضرب الفلسطينيين، محملا إياها والغرب عموما مسؤولية جرائم إسرائيل في الأراضي المحتلة واستمرار تنكرها للمواثيق والمعاهدات الدولية.

من جهته يقول الطالب محمد إسماعيل عمرو الذي نجح بتفوق في الثانوية العامة إن الولايات المتحدة بالنسبة له ليست حلما، ولا يتمنى زيارتها، مضيفا أنه إذا خير في الدراسة الجامعية بين الولايات المتحدة وغيرها فسيختار غيرها لا سيما البلدان الإسلامية.

ويضيف أن موقفه هذا انطلق من اعتقاده بأن أميركا هي سبب مأساة الفلسطينيين المتواصلة لمواقفها غير العادلة من القضية الفلسطينية، والعديد من القضايا العربية والإسلامية، وانحيازها الكامل لإسرائيل، إضافة إلى عنصريتها الداخلية ضد العرب والسود والنساء.

بدوره يؤكد الدكتور سمير أبو زنيد المحاضر بجامعة الخليل أن الشارع العام في الأراضي الفلسطينية يشعر بنوع من الإحباط لانحياز الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، مشيرا إلى أنه بإمكان أميركا أن تعمل الكثير وأن تلعب دورا أكبر في الصراع المستمر كونها دولة عظمى، لكنها لا تفعل شيئا.

ومع ذلك يرى أن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية ويمكن للكثيرين أن يتعلموا فيها بغض النظر عن ممارسات حكومتها موضحا أن الشعب الأميركي منفتح وفيه قيم إنسانية بناءة يمكن الإفادة منها.


موقفين
أما مدير المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي الدكتور نيل كوكالي فأشار إلى اتجاهين بارزين في موقف الفلسطينيين تجاه الولايات المتحدة الأميركية، الأول سلبي لتأييدها المطلق لإسرائيل رغم أنها راعية السلام ويفترض في دورها أن يكون حياديا، والثاني إيجابي ويتعلق بالجانب الاقتصادي والمساعدات التي قدمتها للشعب الفلسطيني لتحسين البنية التحتية وإقامة الكثير من المشاريع الاقتصادية والحيوية.

وذكر أن استطلاعا للرأي أجراه المركز مؤخرا أظهر أن 37% من الذين استطلعت آراؤهم لا يمانعون في السفر لخارج البلاد، بما فيها إلى الولايات المتحدة إذا أتيحت لهم الفرصة.
ــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة