ردود فعل سويسرية متباينة من الموقف الرسمي من حرب لبنان

24/7/2006
تسببت تصريحات وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي راي قبل أربعة أيام عن الوضع بلبنان في انقسام كبير بين التيارات السياسية الرئيسية في البرلمان، إذ اعتبرتها بعض الأحزاب خروجا عن الحياد السويسري المعهود, لا سيما أنها وجهت انتقادات حادة للعمليات الإسرائيلية وطالبت بتبادل الأسرى.
اليمين يفضل الصمت
فمن اليمين اعتبر حزب الشعب السويسري موقف راي "خرقا للحياد التقليدي المعروف عن سويسرا"، وقال رومان ياغي المتحدث الإعلامي باسمه للجزيرة نت "الحزب لديه مشكلة حقيقية مع التصريحات وموقف وزيرة الخارجية من الصراع، فالصمت يمكن أن يكون أفضل بمثل هذه المواقف الحساسة، لكن لا يعني عدم التحرك إيجابيا، إذ يمكن لسويسرا أن تعمل من وراء الكواليس وبهدوء شديد وبخطوات ربما تكون أكثر فعالية، ولدينا تجارب جيدة جدا بهذا المجال".
فمن اليمين اعتبر حزب الشعب السويسري موقف راي "خرقا للحياد التقليدي المعروف عن سويسرا"، وقال رومان ياغي المتحدث الإعلامي باسمه للجزيرة نت "الحزب لديه مشكلة حقيقية مع التصريحات وموقف وزيرة الخارجية من الصراع، فالصمت يمكن أن يكون أفضل بمثل هذه المواقف الحساسة، لكن لا يعني عدم التحرك إيجابيا، إذ يمكن لسويسرا أن تعمل من وراء الكواليس وبهدوء شديد وبخطوات ربما تكون أكثر فعالية، ولدينا تجارب جيدة جدا بهذا المجال".
وأضاف ياغي أن إسرائيل تسخر الآن من الموقف السويسري، لأنه لا يفيد شيئا على الإطلاق، بل ربما يزيد التوتر بالعلاقات الاقتصادية مع الدولة العبرية، التي تتأثر كثيرا بالمواقف السياسية.
الحزب الليبرالي الديمقراطي كان هادئا بردة فعله، إذ قال كيرستيان فيبر مدير مكتبه الإعلامي للجزيرة نت، "إن التعليق على الصراع يجب أن يكون أولا من الناحية الإنسانية، إذ يجب على جميع الدول أن تعمل جديا للوصول لوقف فوري لإطلاق النار، للحد من معاناة المدنيين، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة ووقف الخسارة الفادحة بالبنية التحتية، دون إضاعة الوقت بالبحث عن المتسبب بالأزمة وكيف يمكن معاقبته".
وأضاف "يجب على سويسرا أن تكون حاضرة على الساحة الدولية، لكن من المفترض أن تكون التصريحات الرسمية بعيدة النظر، ويدرك المسؤولون تأثيرها وأبعادها والفوائد والأضرار الناجمة عنها“.
اليسار يطلب المزيد
بالمقابل رأى الحزب الاشتراكي موقف راي متوازنا للغاية، حسب نيكولا غالادي المتحدث باسمه قائلا "وزيرة الخارجية أدانت اختطاف الجنديين، وبالوقت نفسه رد الفعل الإسرائيلي لأنه مبالغ فيه وطال البنية التحتية وتسبب بإيذاء كبير للمدنيين، وهذا مخالف للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف وجميع الأعراف والمواثيق الدولية، وبالتالي فلم تقل سوى الحقيقة انطلاقا من موقف سويسرا كدولة مؤتمنة على تلك الاتفاقيات والمواثيق“.
بالمقابل رأى الحزب الاشتراكي موقف راي متوازنا للغاية، حسب نيكولا غالادي المتحدث باسمه قائلا "وزيرة الخارجية أدانت اختطاف الجنديين، وبالوقت نفسه رد الفعل الإسرائيلي لأنه مبالغ فيه وطال البنية التحتية وتسبب بإيذاء كبير للمدنيين، وهذا مخالف للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف وجميع الأعراف والمواثيق الدولية، وبالتالي فلم تقل سوى الحقيقة انطلاقا من موقف سويسرا كدولة مؤتمنة على تلك الاتفاقيات والمواثيق“.
وأكد غالادي للجزيرة نت أن من الخطأ فهم الحياد على أنه يجب أن يكون صمتا سلبيا، كما لم تنحز وزيرة الخارجية لطرف على حساب آخر، بل أوضحت أخطاء كل طرف وفقا لمعايير القانون الدولي.
أما حزب الخضر فلم يرحب فقط بالموقف الرسمي، الذي أدان بشدة رد الفعل الإسرائيلي بفلسطين ولبنان منذ اليوم الأول وأكثر من مرة وبوضوح، بل طالب بوقف جميع أنواع التعامل العسكري مع إسرائيل، وتعليق الاتفاقيات التجارية، والعمل على تفعيل آليات القانون الإنساني الدولي بشكل يخدم العدالة الدولية، ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة.
أما حزب الخضر فلم يرحب فقط بالموقف الرسمي، الذي أدان بشدة رد الفعل الإسرائيلي بفلسطين ولبنان منذ اليوم الأول وأكثر من مرة وبوضوح، بل طالب بوقف جميع أنواع التعامل العسكري مع إسرائيل، وتعليق الاتفاقيات التجارية، والعمل على تفعيل آليات القانون الإنساني الدولي بشكل يخدم العدالة الدولية، ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة.
غير أن تعليق التعاون العسكري يلقى معارضة كبيرة بالبرلمان الذي يشكل اليمين والبرجوازيون أغلبيته، إذ يشيرون إلى أن ما يحدث بلبنان ليس حربا بين دولتين بل مواجهة دولة وحركة مليشيات، لتحرير الجنديين الإسرائيليين.
ــــــــــــــ
المصدر : الجزيرة