تحذير بريطاني من انفجار الرؤوس النووية أثناء نقلها

أفاد تقرير لوزارة الدفاع البريطانية بأن الرؤوس النووية يمكن أن تنفجر جزئيا أثناء نقلها إلى مراكز الفحص الدوري، وذلك حسبما أورد عدد الأسبوع الماضي من مجلة نيو سيانتست العلمية البريطانية.
وذكر التقرير -الذي رفعت عنه السرية مؤخرا وحصلت نيو سيانتست على نسخة منه- أن إمكانية حدوث انفجار جزئي للرؤوس النووية عرضيا أمر محتمل إذا ما تعرضت الحافلات التي تحملها للتصادم مع حافلات أخرى، أو لحطام طائرات منفجرة أو لهجمات.
وتخضع كل أنواع القنابل النووية للكشف الدوري بمراكز متخصصة في بريطانيا والولايات المتحدة للتأكد من أن محتواها من العناصر المشعة مستقر، ولا تحدث به تحولات تشكل خطرا مع توالي الأعوام، وتنقل القنابل بمواكب تسلك الطرق العامة.
الضغط المتعادل
ويخالف التقرير البريطاني التأكيدات السابقة من وزارة الدفاع بأن الانفجار العرضي للرؤوس النووية غير محتمل.
واعتمدت هذه التأكيدات على حقيقة أن الرؤوس مصممة بحيث لا تنفجر إلا عند تعرض لبها المكون من عنصر البلوتونيوم المشع لضغط متماثل من كل الاتجاهات وهو ما يتوفر عادة باستخدام مفجرات تقليدية.
أما الضغط على إحدى النقاط دون غيرها كالذي يتولد عن التصادم مع هدف آخر، فكان الاعتقاد أنه لا يسبب انفجارا.
احتمال ضئيل ومرعب
ورغم ضآلة احتمال حدوث مثل هذا الانفجار حوالي 2.4 في المليار، فإنه حال حدوثه سيتسبب بآثار كارثية بالمناطق المحيطة، وستترتب عليه جرعات إشعاعية تتراوح بين واحد وعشرة سيفرت (وحدة الإشعاع).
وحسب وكالة حماية الصحة البريطانية فالتعرض لجرعة قدرها أربعة سيفرت من الإشعاع قد يسبب بنسبة 50% الوفاة بالتسمم الإشعاعي الحاد، أما التعرض لستة سيفرت أو يزيد فيؤدي لموت محقق.
ونقلت نيوسيانتست عن خبراء أميركيين وبريطانيين قولهم إن خطر الانفجار النووي الجزئي ماثل ولا يمكن تجاهله. وإن اتفقوا على أن انفجارا كهذا إن حدث يمكن احتمال نتائجه.
كما جزموا باستحالة حدوث انفجار كلي بصورة عرضية وذلك لأن بعض الأجزاء اللازمة للانفجار الكلي لا تصحب القنابل برحلاتها للفحص.
وكانت أصوات من المجتمع المدني تعالت في بريطانيا داعية وزارة الدفاع للكشف عن مسار مثل هذه المواكب ليتحاشاها الأفراد، لكن الوزارة رفضت متعللة بأن إجراء كهذا سيعرض المواكب النووية لخطر الهجمات الإرهابية، والتي سيكون لها آثار سلبية ربما تفوق الناتجة عن التصادمات.
ـــــــ
الجزيرة نت