قوى جنوب السودان تتجه نحو مفترق طرق
7/2/2006
أدى نجاح الحركة الشعبية بزعامة الفريق سلفاكير ميارديت في كسب قائد قوات دفاع جنوب السودان اللواء فاولينو ماتيب إلى تحريك مياه الخلافات الراكدة بين القوى الجنوبية بفصائلها المختلفة.
واتهم فاولينو بعض الفصائل التي ينضوي تحت لوائها أكثر من 20 فصيلا عسكريا بجانب زملائه السابقين بقيادة اللواء قوردون كونق واللواء النور دلدوم، بتجنيد الأطفال والزج بهم في ساحات القتال كأول رد فعل منه على تقليلهم من شأن انضمامه للحركة الشعبية.
بالمقابل دفع قادة الفصائل الأخرى باتهامات مماثلة للحركة الشعبية التي لزمت جانب الصمت في بادئ الأمر، معتبرين إياها بأنها تسعى لشق صفوفهم وزرع الفتنة بينهم.
لكن رئيس الحركة سلفاكير أضاف إلى صراع حركته مع الفصائل عنصرا آخرا هو القوات المسلحة السودانية, مشيرا إلى أن تلك القوات هي التي تقدم الدعم والذخائر للفصائل "التي لا تملك مصنعا للأسلحة والعتاد الحربي".
كما نصح سلفاكير حزب المؤتمر الوطني بعدم دعم تلك الفصائل التي اختارت الالتحاق بالقوات المسلحة, واصفا انضمام فاولينو إلى قواته بأنه "اختيار موفق وناجح".
وحذر في الوقت ذاته كافة الفصائل السودانية من التعرض لقواته التي ستبسط سيطرتها على كافة أرجاء الجنوب, داعيا إياها إلى تحديد مصيرها بالانضمام إلى قواته أو إلى القوات المسلحة.
إعلان
قتال شرس
غير أن أنباء من جنوب السودان أشارت إلى أن قتالا شرسا اندلع بين بعض الفصائل وقوات تابعة للحركة الشعبية أدى إلى مقتل أكثر من 200 عنصر, ولم يتضح ما إذا كانوا يتبعون لقوات الحركة أو للفصائل الأخرى.
وأوضح الناطق باسم قوات الحركة اللواء بيبور أجاك حدوث "سوء فهم" بين مواطنين يمتلكون أسلحة وقوات من الحركة الشعبية، وقال إن المواطنين قاوموا إجراءات اتخذتها الحركة لجمع الأسلحة منهم.
واتهم جهات لم يسمها بالسعي لنسف اتفاق السلام, قائلا إن الاشتباكات خلفت عددا من القتلى والجرحى، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات إلى يوم كامل, وموضحا في الوقت ذاته أن الحركة ستمضي في إجراءات جمع سلاح الفصائل وتسريح وإعادة دمج القوات التي نصت عليها اتفاقية السلام.
نفي
من جانبه نفى اللواء ألتوم النور دلدوم -أحد قادة الفصائل الجنوبية التي اختارت الانضمام للقوات المسلحة السودانية- أن تكون قواته هي التي أدارت معارك مع قوات الحركة الشعبية في ولاية جونقلي. وأضاف أن الاشتباكات التي وقعت كانت بين مواطنين من حملة السلاح وقوات من الحركة الشعبية.
واتهم دلدوم قوات الحركة باستخدام القوة المفرطة على المواطنين ما أدى إلى وقوع الاشتباكات بين الطرفين, معترفا في الوقت ذاته بمقتل أربعة من أفراد قوات دفاع الجنوب ضمن الضحايا.
أما الدكتور ريك مشار أحد القادة الجنوبيين فدعا أبناء الجنوب للعمل من أجل الوحدة وتحقيق الوئام بينهم, مشيرا إلى أن الصراع بين القبائل والفصائل ربما يقود المنطقة إلى مزيد من التوتر، وداعيا الجنوبيين إلى الانتباه واليقظة والعمل بروح الجماعة لبناء ما دمرته الحرب.
______________
المصدر : الجزيرة