قياديو الخارج يرفضون وواشنطن ترحب بدعوة عباس

قياديو الخارج دعوا إلى استئناف الحوار بين فتح وحماس (الفرنسية)

رفض قياديون فلسطينيون بارزون في الخارج دعوة الرئيس محمود عباس إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لانتفاء المبررات الحقيقية لذلك ولعدم قانونيتها، على حد وصفهم.

وقال هؤلاء القياديون في بيان تلوه في مؤتمر صحفي عقدوه بدمشق إن انتخابات المجلس التشريعي كانت ديمقراطية ونزيهة ولا توجد أسباب لإجراء انتخابات جديدة، وطالبوا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني واستمرار الحوار بين حركتي فتح وحماس وبحث سبل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.

ومن بين الشخصيات الموقعة على البيان أمين سر حركة فتح فاروق القدومي ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل والقيادي بالجبهة الشعبية ماهر الطاهر.

كما رفضت الحكومة الفلسطينية دعوة عباس معتبرة ذلك القرار انقلابا على خيار الشعب الفلسطيني والشرعية, داعية أنصارها إلى النزول إلى الشارع احتجاجا عليه.

وقال وزير الخارجية محمود الزهار إن تلك الدعوة "مرفوضة بالمطلق, لأنها التفاف على قرار الشعب الفلسطيني الذي منح ثقته الساحقة لحركة حماس قبل تسعة أشهر". وهدد الزهار في تصريحات للجزيرة بأن حركته لن تسمح بما وصفه الالتفاف على خيار الشعب وإرادته.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد اعتبرت دعوة عباس "خطوة متسرعة"، لكنها نوهت إلى أن الرئيس عباس ترك الباب مفتوحا لاستمرار الحوار.




ترحيب أميركي

عباس حمل حكومة حماس المسؤولية عن الحصار على الفلسطينيين (الفرنسية)
عباس حمل حكومة حماس المسؤولية عن الحصار على الفلسطينيين (الفرنسية)

وفي المقابل رحب البيت الأبيض على لسان المتحدثة باسمه جيني مامو بدعوة عباس، وأعرب عن أمله أن تسهم في تهدئة العنف وتشكيل سلطة فلسطينية ملتزمة بمبادئ اللجنة الرباعية وقادرة على إعادة عملية السلام إلى مسارها.

كما رحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدعوة عباس, داعيا المجموعة الدولية إلى دعم مبادرته.

وقال بلير في تصريحات بالقاهرة إن قرار عباس الدعوة إلى انتخابات مبكرة "مؤشر قوي إلى أن الرئيس الفلسطيني يسعى إلى وسيلة للخروج من المأزق الذي تواجهه عملية السلام".

وبدورها أعلنت المتحدثة باسم منسق للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الاتحاد سيدعم جهود عباس لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، بما فيها إجراء انتخابات مبكرة.

وقبل ذلك أعلنت الحكومة الإسرائيلية على لسان المتحدثة باسمها ميري إيسين دعمها إعلان عباس لإجراء انتخابات مبكرة، معربة عن أملها أن يتمكن من "تعزيز سلطته على عموم الشعب الفلسطيني".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قرر الدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.

وقال في خطاب برام الله إنه بحث مع لجنة الانتخابات موضوع إعلانها في أقرب وقت ممكن. وحمّل عباس الحكومة التي تقودها حماس المسؤولية عن الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني، واتهم الحكومة برفض التواؤم مع الشرعية الدولية.

وفي السياق نفسه قال صائب عريقات المعاون البارز لعباس إنه لا يمكن إجراء الانتخابات قبل منتصف العام المقبل لأسباب قانونية وفنية، وأشار إلى أن محمود عباس عليه أن يصدر أولا مرسوما رئاسيا يوفر إطارا للانتخابات المبكرة وبعدها تحتاج القوائم الانتخابية إلى نحو 90 يوما لتحديثها.


مناشدة

ناصر الدين الشاعر ناشد فتح وحماس عدم مطالبة أنصارهما بالنزول إلى الشارع (رويترز)
ناصر الدين الشاعر ناشد فتح وحماس عدم مطالبة أنصارهما بالنزول إلى الشارع (رويترز)

في هذه الأثناء نقل مراسل الجزيرة عن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر مناشدته كلا من حركتي حماس وفتح عدم مطالبة أنصارهما بالنزول إلى الشارع.

وطالب الشاعر الجميع بعدم النزول إلى الشوارع وضرورة حل الأمور لدى صناع القرار وليس بجر الجميع للمواجهة، محذرا من استخدام الشارع لحسم الخلافات.

ورغم هذه المناشدة فقد تبادل مسلحون من حركة حماس وحركة فتح إطلاق النار في خان يونس بجنوب غزة، مما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص. كما جرح خمسة فلسطينيين آخرين في مواجهات مماثلة برفح.

وفي الضفة الغربية استشهد ناشط فلسطيني من كتائب شهداء الأقصى يدعى أمين مصلوف برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تبادل لإطلاق النار في نابلس.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان