أزمة لبنان انعكاس للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي

ريشار لابفيير المحلل السياسي ورئيس قسم الشؤون الخارجية في إذاعة فرنسا
ريشار لابفيير قال إن الأزمة اللبنانية معقدة وذات طابع سياسي(الجزيرة نت)
سيد حمدي-باريس
اعتبر اثنان من كبار المحللين المتخصصين في الشؤون العربية-الفرنسية أن الأزمة في لبنان أوسع مدى مما يروج له البعض من أنها مجرد خلاف بين فريقين أحدهما مؤيد لسوريا والآخر معارض لها، وأن عناصر المعادلة في لبنان لم تعد كما كانت قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
 
ورفض رئيس قسم الشؤون الخارجية في إذاعة فرنسا الدولية ريشار لابفيير ما يتردد على الساحة الفرنسية من أن "ما يحدث في لبنان هو في حقيقة الأمر صراع بين أنصار سوريا وخصومها".  
 
ووصف الوضع بأنه "أعقد من ذلك كثيرا وله طابع سياسي،" واستطرد قائلا في حديثه للجزيرة نت "الواضح أن استعراض القوة من طرف حزب الله وتيار الجنرال ميشيل عون يهدف إلى التأكيد على ضرورة الوصول إلى حل سياسي".  
 
عنصر جديد
ونوه لابفيير إلى عنصر جديد في الواقع اللبناني بقوله "نحن في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية التي وقعت الصيف الماضي حيث افتقد ائتلاف 14 مارس/ آذار المصداقية إلى حد ما أثناء هذه الحرب، فيما تدعم موقف حزب الله بشكل لافت ليس فقط في لبنان ولكن في العالم العربي، لهذا طلب حزب الله وميشيل عون من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة توسيع الحكومة" تعبيرا عن التحول الذي شهدته الساحة اللبنانية.
 
وأضاف مؤلف الكتاب المعروف (التحول الكبير: بغداد-بيروت) "اليوم وفي أعقاب التعبئة التي تمارسها المعارضة نلاحظ ابتعاد الشعب اللبناني عن العودة إلى خيار الحرب الأهلية التي كانت في حقيقتها أزمة إقليمية مع الأخذ بعين الاعتبار وساطة جامعة الدول العربية".
 
واختتم بالقول "أرى أن الأزمة اللبنانية هي انعكاس للأزمة في المنطقة، وفي القلب منها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وانعكاساته على سوريا والعراق وإيران، وبالتالي فإن المفتاح الحقيقي لعودة الاستقرار في لبنان يمر عبر عقد مؤتمر إقليمي شامل وحل إقليمي شامل يرتبط بحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني". 

 
الدور الفرنسي
من جانبه قال برهان غليون مدير مركز الشرق المعاصر بباريس إن الفرنسيين يركزون على تثبيت الحكومة اللبنانية الحالية مع محاولة الضغط على سوريا وإيران وتكثيف حملة دولية لمنعهما من تحقيق أهدافهما في لبنان وخارج لبنان، ونبه إلى أن هذه السياسة تعاني من هجوم مضاد قوي جدا من قبل كل من ميشيل عون وحزب الله.
 
وربط غليون في حديثه للجزيرة نت بين التحرك الفرنسي والتحرك الأميركي في لبنان والمنطقة عامة، مشيرا إلى أن دور باريس لا يختلف في ملامحه عن دور واشنطن في الوقت الحالي، وتركز فرنسا، حسب ما يقول، على نشر التهدئة في لبنان وهي تجري اتصالات في هذا الشأن مع قوى عديدة بما فيها حزب الله.
 
وأضاف أن العراقيل التي تعترض هذه المساعي تبقى معلقة حتى يقرر الرئيس الأميركي جورج بوش ما يجب فعله فيما يسمى بالإستراتيجية الجديدة في الشرق الأوسط.
 
وشدد برهان غليون أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة السوربون على "ارتباط الوضع الحالي في فلسطين بما يحدث في لبنان واحتلال الجولان"، مشيرا إلى أن دمشق تسعى من خلال تحركها في لبنان إلى تأمين حل لمشكلة أراضيها المحتلة.

المصدر : الجزيرة

إعلان