بوش يلتقي المالكي بعمان والسنة يتهمون الحكيم بالطائفية

بدأ في عمان قبل قليل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبحث الوضع المتفجر في العراق، بعد أن تم إلغاء لقاء ثلاثي يجمع الاثنين إضافة للملك الأردني عبد الله الثاني بسبب "ضيق الوقت"، حسبما أعلنه مسؤولون في الديوان الملكي الأردني.
ومن المقرر أن يبحث بوش والمالكي على فطور عمل إستراتيجية لتحسين الوضع الأمني المتدهور في العراق الذي يهدد بدفع البلد إلى حرب أهلية حقيقية.
ونفى البيت الأبيض وجود أي علاقة بين هذا الإلغاء وبين مذكرة رفعها ستيفن هادلي مستشار الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي، إلى البيت الأبيض يشكك فيها في قدرة المالكي على السيطرة على العنف الطائفي في بلاده.
ولكن البيت الأبيض لم يبرر الإلغاء واكتفى بالقول إن هذا الإلغاء ليس "إهانة" لأحد واستعيض عنه بمحادثات مسبقة بين العراقيين والأردنيين.
واحتجاجا على اعتزام المالكي مقابلة بوش علقت الكتلة الصدرية مشاركتها في البرلمان ومجلس الوزراء العراقي. وقال المتحدث باسم الكتلة التي يتزعمها مقتدى الصدر, إن قرار التعليق جاء احتجاجا على خطوة المالكي التي وصفها بأنها استفزاز لمشاعر الشعب العراقي وتعدٍّ على حقوقه الدستورية.

تقرير هادلي
وقبل ساعات من اللقاء الملغى نشرت صحيفة نيويورك تايمز مذكرة هادلي التي جاء فيها أن نوايا المالكي "تبدو جيدة عندما يتحدث مع الأميركيين، والتقارير الحساسة تشير إلى أنه يحاول أن يقف في وجه السياسيين الشيعة وإجراء تغييرات إيجابية".
وأضافت المذكرة "لكن الحقيقة في شوارع بغداد تشير إلى أن المالكي إما أنه يجهل ما يدور أو أنه يسيء تجسيد نواياه، أو أن قدراته ليست كافية بعد لتحويل نواياه إلى أفعال".
وفي هذا السياق اتهم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال بيتر بيس تنظيم القاعدة في العراق بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية، نافيا أن يكون العراق انحدر في هوة هذه الحرب.
وقال الجنرال الأميركي في تصريحات للصحفيين في واشنطن إن "مستوى العنف الذي تتسبب فيه القاعدة وأمثالها يرمي تحديدا إلى إثارة حرب أهلية"، مؤكدا أن واشنطن يجب أن تركز على إحباط تلك الجهود وليس الدخول في جدل لوصف ما يجري في العراق.
الحرب الأهلية
على صعيد آخر أثارت تصريحات رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم التي قال فيها إن الخاسر الأكبر من الحرب الأهلية في العراق إن وقعت هم السنة، ردود فعل غاضبة لدى القوى السنية في العراق.
فقد استنكرت جبهة التوافق العراقية هذه التصريحات التي جاءت خلال استقبال العاهل الأردني للحكيم في عمان الأربعاء، وقالت إن الخاسر الأكبر من الحرب الأهلية هم العراقيون جميعا.
ووصف رئيس الجبهة صالح المطلك في تصريحات للجزيرة هذه الأقوال بالطائفية، معتبرا أنها تدفع نحو الحرب الأهلية في العراق.
من جانبها قالت هيئة علماء المسلمين إنه لا حرب أهلية في الأفق وإن وقعت فإن عملاء الاحتلال سيكونون هم الخاسرين فيها.
يأتي ذلك في وقت استمرت فيه أعمال العنف في حصد أرواح العراقيين حيث عثرت الشرطة العراقية على ثمان وعشرين جثة مجهولة في مناطق متفرقة من بغداد عليها آثار تعذيب.

سحب القوات الكورية
وفيما أعلنت القوات الأميركية مقتل جنديين لها وإصابة ثالث في هجمات منفصلة في الأنبار وصلاح الدين، فقد قررت حكومة كوريا الجنوبية الخميس سحب كتيبتها العسكرية من العراق قبل نهاية عام 2007.
وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم نوه وونغ-راي إن "الحكومة أبلغت حزب يوري أنها ستعد جدولا للانسحاب… قبل نهاية شهر يونيو/حزيران 2007 وإنهاء المهمة قبل نهاية 2007".
وينتشر نحو 2300 جندي كوري جنوبي في العراق.