بوش يبدأ مشاورات بشأن العراق وسط مطالب بتعجيل الانسحاب

r_U.S. President George W. Bush (2nd R) hosts a meeting with Democratic Senatorial leadership in the Oval Office of the White House, November 10, 2006.
الرئيس جورج بوش ونائبه يستقبلان قادة الحزب الديمقراطي في البيت الأبيض (رويترز)

يبدأ الرئيس الأميركي جورج بوش الاثنين مشاورات جديدة حول العراق لإيجاد مخرج للولايات المتحدة من حرب أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 2850 جندي أميركي، بينما أعلن الديمقراطيون الذين فازوا بالأغلبية في مجلسي الكونغرس أنهم سيضغطون لتعجيل انسحاب القوات الأميركية من الأراضي العراقية خلال ما بين أربعة وستة أشهر.

 
ووعد بوش الذي ضعف موقعه بعد فوز الديمقراطيين بالعمل بالتشاور مع المعارضة في جميع المواضيع الكبرى دون التنكر لمبادئه، حيث ما زال متمسكا بعدم سحب القوات الأميركية من العراق البالغ عددها 150 ألفا إلا بعد "تحقيق النصر".
 
وفي سعيه لإيجاد حلول سيستقبل بوش اليوم في البيت الأبيض مجموعة الدراسات حول العراق التي تشكلت بمبادرة من الكونغرس ويترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والنائب الديمقراطي السابق لي هاملتون.
 
وستقترح المجموعة التي ستنشر تقريرها في الأشهر المقبلة انسحابا تدريجيا من العراق وبدء محادثات مع سوريا وإيران المجاورتين -اللتين تعتبرهما واشنطن عدوين لدودين لها في المنطقة- للحصول على مساعدتهما في إحلال الاستقرار بالعراق.
 
وأفادت وسائل إعلام بريطانية أن بوش أجرى مكالمة هاتفية مطولة الجمعة الماضية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حليفه الرئيسي في الحرب على العراق بحث خلالها معه التعديلات الواجب إدخالها إلى إستراتيجية الائتلاف هناك.
 
وفي سياق متصل أكد كبير موظفي البيت الأبيض جوشوا بولتين الأحد أن الإدارة الأميركية مستعدة لإدخال "تعديلات على المسار" في العراق وستمد يدها للحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس لكنها لم تغير هدفها الأساسي "بإرساء الديمقراطية والاستقرار" هناك.
 
وأوضح جوشوا بولتين أن روبرت غيتس الذي سيخلف وزير الدفاع المستقيل دونالد رمسفيلد سيقدم هذا المنظور.
 
وأشار إلى أن إدارة بوش تتطلع إلى التوصيات التي ستصدر عن لجنة دراسة السياسة في العراق، ولم يبد بولتين تحمسا لفكرة تقسيم العراق إلى مناطق حكم ذاتي لكنه قال إنه سيكون من المفيد تقاسم السلطة "على أساس اتحادي بدرجة ما".
 
الديمقراطيون والانسحاب

undefinedوتأتي هذه التطورات بينما دعا الديمقراطيون إلى أن تبدأ الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق خلال أربعة أو ستة أشهر. 
 
فقال الديمقراطي كارل ليفين الذي سيتولى رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في يناير/كانون الثاني القادم متحدثا لشبكة ABC  "نحن بحاجة لبدء مرحلة  تقضي بإعادة انتشار القوات في العراق خلال أربعة أو ستة أشهر" مشيرا إلى أن الوجود العسكري الأميركي في العراق "ليس بلا نهاية".
 
واعتبر كارل ليفين أن الحل في العراق لا يمكن إلا أن يكون حلا سياسيا وعلى واشنطن أن تمارس الضغط على قادته لكي يجدوا ذلك الحل.
 
وقد أعلن السناتور الديمقراطي جو بيدن الذي سيتولى رئاسة لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ موافقته على هذه المهلة.
 
كذلك رأى الديمقراطي هاري ريد نائب الرئيس المقبل لمجلس الشيوخ أنه ينبغي  "إعادة نشر" القوات في العراق، وقال في تصريحات لشبكة CBS "أعتقد أن ذلك  سيبدأ في الأشهر المقبلة".
 
وفي المقابل أكد السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين مجددا معارضته لأي انسحاب مبكر للقوات، وقال لشبكة NBC  "لست موافقا على ذلك، أعتقد أن ما سيحصل مع انسحابنا هو أن العنف الطائفي سيتفاقم، سنشهد تورطا لإيران وسوريا، وسنكون أمام وضع خطير".
 
وأعلن السيناتور جوزف ليبرمان الديمقراطي السابق الذي أصبح مستقلا بعد هزيمته في الانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي بسبب دعمه للحرب في العراق، عن موقف مماثل.
 
وأظهر استطلاع للرأي أجري لحساب مجلة "نيوزويك" ونشرت نتائجه السبت أن 78% من الأميركيين أبدوا "قلقهم" (بينهم 51% أبدوا "قلقهم الشديد") من أن يعمد  الديمقراطيون إلى سحب القوات من العراق بشكل متسرع.
المصدر : وكالات

إعلان