مساع عربية وأفريقية لتأمين مباحثات الصوماليين بالخرطوم

AFP / Mohamed Abdi Afey, Kenyan ambassador to Somalia, speaks to reporters in Khartoum, 31 October 2006. Negotiators in the Sudanese capital scrambled today to
السفير الكيني بالخرطوم قال إن بلاده مستعدة للانسحاب إذا كان ذلك سينجح المفاوضات (الفرنسية)
 
يسعى دبلوماسيون من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي في العاصمة الخرطوم لليوم الثاني إلى تأمين استئناف الفصائل الصومالية المحادثات وجها لوجه، بعد أن رفض ممثلو الحكومة الانتقالية والمحاكم الإسلامية الخروج من غرفهم في الفندق والجلوس إلى طاولة واحدة.
 
وشهدت الجهود التي بذلت منذ أمس للتقريب بين الطرفين حشدا من الدبلوماسيين بينهم العرب والأفارقة ومسؤولو الأمم المتحدة، الذين اجتمعوا مرارا مع بعضهم البعض قبل أن يلتقوا فترات قصيرة مع الوفدين بصورة منفصلة في الغرف التي يشغلونها في طوابق مختلفة من الفندق الفخم بالخرطوم.
 
وتمسكت المحاكم الإسلامية التي تسيطر قواتها على مساحات واسعة من البلاد بموقفها القائل إنها لن تجري محادثات على الإطلاق مع ممثلي الحكومة الانتقالية ما لم يتم سحب آلاف من الجنود الإثيوبيين الذين قالوا إنهم غزوا الصومال لدعم الحكومة.
 
كما اعترضت على مشاركة كينيا لجامعة الدول العربية في ترؤس المفاوضات قائلين إن نيروبي منحازة لأنها ساندت بالفعل خطة لنشر قوات من شرق أفريقيا لحفظ السلام في الصومال.

 

رئيس وفد المحاكم في المباحثات إبراهيم حسين (الفرنسية)
رئيس وفد المحاكم في المباحثات إبراهيم حسين (الفرنسية)

السودان وكينيا


ويناقش الدبلوماسيون الطلب بأن يرأس السودان المحادثات، وقال دبلوماسي غربي "الفكرة هي أن يجلس السودان بوصفه عضوا في جامعة الدول العربية وهيئة التنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) على المنصة ويستضيف هذه الجولة من المحادثات، دورنا هو جعل الجانبين يجريان محادثات عملية أكثر أهمية لأنها إذا فشلت يعتبر الأمر منتهيا".
 
وقال أحد الدبلوماسيين إن وفد المحاكم وافق على ترؤس السودان للمحادثات لكن وفد الحكومة الصومالية رفض فكرة اشتراك السودان في رئاسة المحادثات.
 
وفي حين أن الإسلاميين يرون أن كينيا منحازة فإن الحكومة الانتقالية تتهم أيضا جامعة الدول العربية بالانحياز.
 
وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال فرانسوا لونسني فول "مازال الوقت مبكرا للغاية حتى نتمكن من قول من يرفض ومن يقبل الدور المقترح للسودان".
 
وأصر محمد علي إبراهيم نائب مسؤول العلاقات الخارجية باتحاد المحاكم في تصريح للجزيرة على استبعاد وساطة كينيا التي اتهمها بالتحيز ومساندة خطة إرسال قوات أفريقية.
 
واتهم إبراهيم نيروبي بالسعي لتنفيذ مشروع لتخريب وتقسيم الصومال، وأكد جدية المحاكم في إجراء المحادثات بدليل حضور وفدها إلى الخرطوم للمرة الثالثة، وقال إنها تسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال المفاوضات.
 
وفي المقابل قال رئيس وفد الحكومة الانتقالية عبد الله الشيخ إسماعيل إنه لن يقبل أي شروط مسبقة من الطرف الآخر، وحذر من أنه سيقاطع المحادثات إذا أجبرت كينيا على الخروج من جهود الوساطة.
 
تجدر الإشارة إلى أن كينيا تتولى حاليا رئاسة هيئة التنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي تضم سبع دول شرق أفريقية، وهي التي توسطت في تشكيل الحكومة الصومالية عام 2004 وتنوي حاليا إرسال قوات أفريقية إلى هذا البلد.
 
لكن الهيئة مختلفة حول تلك القوات، حيث تعارض إريتريا وجيبوتي ذلك بينما تؤيده كينيا وإثيوبيا وأوغندا والحكومة الصومالية، وقد تراجع السودان عن تأييده المبدئي لنشر تلك القوات.
 
وتأتي الجولة الثالثة من المفاوضات الصومالية التي تجري بوساطة الجامعة العربية، في إطار سلسلة من المساعي المدعومة من المجتمع الدولي لإعادة السلام إلى الصومال، الذي يشهد حربا أهلية منذ انهيار آخر حكومة فعالة فيها عام 1991.

 

undefinedإريتريا

وفي تطور آخر انتقدت إريتريا تصريحات الإدارة الأميركية التي حذرتها وإثيوبيا المجاورة من مغبة خوض حرب "بالوكالة" في الصومال.
 
وقالت وزارة الإعلام الإريترية في بيان نشرته الثلاثاء على موقعها في شبكة الإنترنت إن "الحرب المستمرة في الصومال هي بين الشعب الصومالي والإدارة الأميركية تحت غطاء (مكافحة الإرهاب) عبر عملائها المرتزقة، أي النظام الإثيوبي  وأسياد الحرب".
 
واتهم البيان المقتضب الإدارة الأميركية بإصدار بيانات خادعة، وتساءل البيان "عمن تريد إدارة بوش أن تخدع ؟".

المصدر : الجزيرة + وكالات