دراسة تمتدح اندماج الأتراك في كبرى الولايات الألمانية

شريحة من الأتراك أن الفرص الحياتية لأبنائهم في ألمانيا أفضل من تركيا . الجزيرة نت

الدراسة أكدت أن التزام الأتراك بتعاليم الإسلام لم يمنع اندماجهم بمجتمعهم (الجزيرة نت)


خالد شمت-برلين
 
ذكرت دراسة ميدانية أصدرتها وزارة الأسرة والاندماج بحكومة ولاية شمال الراين الألمانية أن المواطنين ذوي الأصول التركية المقيمين بالولاية مندمجون بفاعلية في المجتمع المحيط بهم ويحتفظون بعلاقات ودية ومنفتحة مع جيرانهم الألمان.
 
وأجريت الدراسة خلال الفترة بين شهري مايو/أيار الماضي وأكتوبر/تشرين الأول الجاري في الولاية التي تعد أكبر ولاية ألمانية من حيث ارتفاع الكثافة السكانية إذ يصل تعدادها إلى 18 مليون نسمة.
 
واهتمت الدراسة بتحليل الأوضاع الاجتماعية والتعليمية والدينية لنحو 910 آلاف تركي يعيشون في الولاية.
 
وأعتبر أرمين لاشيت وزير الاندماج بولاية شمال الراين في تقديمه للدراسة أن نتائجها تظهر أن عملية إدماج الأتراك بمجتمع الولاية حققت نتائج إيجابية متقدمة، وأن الشريحة الكبرى من هؤلاء المواطنين ترفض العيش في مجتمعات موازية معزولة عن المجتمع الألماني.
 
وقال إن التزام السكان الأتراك في الولاية بتعاليم الدين الإسلامي لا يعوق اندماجهم في المجتمع بل يلعب في أحيان عديدة دورا إيجابيا في زيادة استقرارهم النفسي وتعميق هويتهم والحيلولة دون انغلاقهم على أنفسهم.
 
وأوضح الوزير أن تأكيد الدراسة على انتشار مظاهر التدين بشكل ملحوظ بين المواطنين الأتراك لا يعني بأي حال أنهم متطرفون أو متشددون.

"
أقلية ضئيلة لا تتجاوز نسبتها 2% من تعداد الأتراك في ولاية شمال الراين يرفضون التعامل مع المجتمع الألماني
"

قطيعة وتواصل


وأظهرت الدراسة -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أن أقلية ضئيلة لا تتجاوز نسبتها 2% من تعداد الأتراك بالولاية يرفضون التعامل مع المجتمع الألماني، في حين تحرص الأغلبية على مد جسور الصداقة والتواصل مع المواطنين الألمان.
 
ووفقا لنتائج الدراسة فقد أعتبر 35% (مقابل 71% عام 2002) من أولياء الأمور الأتراك في ولاية شمال الراين أن مستقبل أبنائهم التعليمي والوظيفي في ألمانيا أفضل من الوطن الأم تركيا، وحمل 56% من كل ألف تركي في الولاية الأسرة مقابل 40% حملوا المدارس والإدارات التعليمية المسؤولية عن تدني مستوي المؤهلات الدراسية والتعليمية التي يحصل عليها أبناؤهم.
 
وعلقت المشرفة علي الدراسة د. مارتينا زاور علي هذه الجزئية مشيرة إلي أن أعدادا كبيرة من الأتراك تنبهوا في السنوات الأخيرة لتكامل دور المدارس الألمانية والأسر في تحفيز وتحسين القدرة التعليمية للتلاميذ الأتراك.
وعبر 99% من الأتراك في شمال الراين في الدراسة عن تأييدهم الشديد لحصول أولادهم وبناتهم على السواء على مؤهل تعليمي مناسب.

الأجيال الجديدة اندمجت في المجتمع الألماني (الجزيرة نت)
الأجيال الجديدة اندمجت في المجتمع الألماني (الجزيرة نت)

صحوة إسلامية


وقالت الدراسة إن الإقبال على ممارسة وأداء العبادات والشعائر الإسلامية أخذ طابعا متزايدا في السنوات الأخيرة بين المواطنين الأتراك في هذه الولاية الألمانية حيث صنف 76% منهم أنفسهم كمتدينين جدا أو متدينين بينما قال 6% فقط منهم إن اهتماماتهم الدينية منعدمة، ولفتت إلى أن نمو الاهتمام الشخصي بالتدين يبدو واضحا بين الأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و59 عاما.
ورأت الدراسة أن تنامي النزعة الدينية بين الأتراك في شمال الراين جاء كرد فعل لإحساسهم -خلال الجدل الدائر حول الإسلام في السنوات الأخيرة- بأن ضغوطا ماحقة تهدف لتذويبهم في المجتمع الألماني وأن عليهم مواجهتها بإبراز هويتهم الإسلامية.
 
وخلصت الدراسة إلى أن الصحوة الدينية بين أتراك ولاية شمال الراين بقيت محصورة في الجوانب الشخصية ولم تؤد إلى زيادة عدد المنظمات التركية الدينية أو ارتفاع حجم العضوية في المنظمات الإسلامية القائمة.
المصدر : الجزيرة