بوش يرحب باستعداد كوريا الشمالية للتخلي عن النووي
أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن سعادته البالغة لموافقة كوريا الشمالية على استئناف المحادثات السداسية وإعلانها استعدادها للتخلي عن برنامج التسلح النووي مقابل الحصول على تنازلات.
وأعلن بوش في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض أنه سيرسل وفودا خلال الفترة القادمة إلى شرق آسيا لمتابعة تنفيذ قرار العقوبات على بيونغ يانغ لضمان فاعلية المحادثات.
وقال بوش إنه ما زال هناك كثير من العمل يتعين القيام به، ودافع عن موقف إدارته الرافض لإجراء محادثات ثنائية مباشرة مع بيونغ يانغ مؤكدا الاكتفاء بالمفاوضات المتعددة الأطراف.
اجتماع ثلاثي
وكان كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية قد أعلن موافقة كوريا الشمالية على العودة إلى المحادثات السداسية دون شروط، مؤكدا أن المفاوضات ستستأنف على الأرجح في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
جاء ذلك عقب اجتماع ثلاثي في بكين ضم هيل والمفاوضين الكوري الشمالي كيم كاي غوان والصيني وو داوي. وأضاف هيل في تصريحات للصحفيين أن كوريا الشمالية مستعدة للتخلي عن برنامج التسلح النووي مقابل الحصول على تنازلات من الدول الكبرى، وهو التعهد الذي أعلنته العام الماضي.
وكانت كوريا الشمالية قد وافقت في 19 سبتمبر/أيلول 2005 على وقف برنامج التسلح النووي والعودة إلى معاهدة حظر الانتشار النووي والسماح للمفتشين الدوليين بتفقد منشآتها.
وأتت تلك الموافقة مقابل تعهد من الدول الخمس (الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية) باحترام حق الكوريين الشماليين في الحصول على الطاقة النووية بشكل سلمي، ووعد بدراسة موضوع حصول بيونغ يانغ على مفاعل للأغراض المدنية يعمل بالماء الخفيف.
وأكد هيل أنه سيتم تشكيل مجموعة عمل في المفاوضات لبحث قضية العقوبات المالية التي فرضتها واشنطن على بيونغ يانغ، وتوقع تحقيق تقدم جوهري في الجولة المقبلة.
المفاوضات
كما أعلنت الخارجية الصينية في بيان رسمي أن المحادثات ستستأنف قريبا، وقالت إن الوفود الثلاثة أجرت مفاوضات "صريحة ومعمقة". كما رحبت كل من روسيا واليابان بذلك وأعربتا عن الأمل في استئناف المحادثات قريبا.
وقد انطلقت المفاوضات السداسية في بكين عام 2003 ولكنها توقفت في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 إثر تمسك بيونغ يانغ بضرورة رفع العقوبات المالية التي تفرضها واشنطن عليها.
يذكر أن العودة إلى مائدة المفاوضات دون شروط كانت ضمن مطالب قرار مجلس الأمن 1718. ولم تتضح بعد طبيعة التنازلات أو التهديدات التي وجهت لبيونغ يانغ لإقناعها باستئناف المفاوضات.
ويقول مراقبون إن إدارة الرئيس جورج بوش كثفت جهودها الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية لتحقيق تقدم في الملف النووي الكوري الشمالي يرفع أسهم الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد أيام.
كما أشارت التقارير إلى أهمية الدور الصيني في إقناع كوريا الشمالية بنوع من المرونة لاحتواء الأزمة المتصاعدة منذ تجربتها النووية في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.