انطلاق تجربة سويسرية لعبور الأطلسي بالطاقة الشمسية

1/11/2006
انطلقت تجربة سويسرية فردية من نوعها لاقتفاء أثر الرحالة الإسباني الشهير كريستوفر كولومبوس في طريقه إلى الولايات المتحدة، لكن باستخدام قارب من نوع كاتمران، يعمل بالطاقة الشمسية فقط ودون شراع، يبلغ طوله 14 مترا وعرضه 6 أمتار.
وانطلق القارب "صن 21" من بازل عبر نهر الراين إلى ميناء روتردام الهولندي، ومنه سيتوجه على متن سفينة إلى أشبيلية في جنوب إسبانيا، حيث بدأ كولومبس رحلته التاريخية بحثا عن الأرض الجديدة ومنها أيضا يبدأ البحارة مغامرتهم الحقيقية، التي من المتوقع أن تستغرق بين 6 و 7 أشهر حتى تصل إلى ميناء نيويورك في مايو/ آيار 2007، هذا إذا سارت الأمور على أحسن حال.
طاقة الشمس والماء
ويقول مارك فوشت الذي صمم القارب وأشرف على بنائه للجزيرة نت إن الحصول على الطاقة من الخلايا الشمسية المثبتة على طول سطحه ليس أمرا سهلا، فجزء من تلك الطاقة يذهب مباشرة إلى المحركات، وجزء آخر يتم شحنه في بطاريات للاستخدام ليلا.
وفي حال تكاثر الغيوم والسحب تقل سرعته توفيرا للطاقة، كما تسهم مجموعة من ناقلات الحركة في زيادة جهد المحركات بشكل ميكانيكي، أما في حالة حدوث عطل فسيستعمل الكاتمران تقنية الدفع الذاتي اعتمادا على الطاقة الهيدرولكية، حسب قوله.
الفريق الذي سيرافق القارب في هذه التجربة التاريخية يتألف من باحث في علوم البحار سيحاول أثناء الرحلة القيام ببعض الإختبارات العلمية حول حياة الكائنات البحرية في المحيط، ومؤرخ سيقارن بين يوميات الرحلة وما كتبه الذين عاصروا رحلة كولومبوس، وطبيب واثنين من الملاحين المتمرسين في قيادة مثل هذا النوع من القوارب، لكن على مسافات يسيرة حول ساحل جنوب فرنسا.
صعوبات متوقعة
ورغم الثقة العالية التي أبداها الفريق قبل أن يبدأ رحلته واجتياز القارب للعديد من الإختبارات القاسية، فإن احتمالات الخطأ تبقى دائما قائمة، لا سيما مع تقلب الرياح أو العواصف، ويقول فوشت للجزيرة نت إنه اختار توقيت الرحلة في هذا الوقت من السنة لعدة عوامل، من بينها عدم وجود مواسم الأعاصير في تلك الفترة، كما أن الرياح تكون عادة في اتجاه الأميركيتين، ما يساعد على دفع الكاتمران في الاتجاه المناسب، لكن احتمالات الفشل لأسباب غير معلومة تبقى دائما قائمة.
ويرى بعض المنتقدين أنه كان من الأفضل تجربة الكاتمران في المسافة بين روتردام وأشبيلية كفترة تجريبية، ثم يبدأ من هناك مباشرة بعد إجراء الصيانة وتقييم المشكلات التي قد تكون صادفته هناك، بينما يعتقد البعض أن أصعب المراحل على الإطلاق هي التحكم في سرعة القارب قرب السواحل الأميركية عند الاقتراب من الميناء سواء في فلوريدا بسبب قوة الرياح في تلك المنطقة مع عدم وجود شراع فوق الكاتمران يمكن من خلاله الحد من سرعته مثلما هو الحال مع نيويورك أيضا.
وفي حال نجاح تلك المغامرة، فسيكون هذا القارب هو الأول من نوعه الذي يعبر الأطلسي بالطاقة الشمسية، ويستكمل بذلك خبرات سويسرا الجيدة في التعامل مع الطاقة الشمسية، إذ تعتبر من الدول الرائدة في أبحاث الطاقات البديلة والمتجددة.
المصدر : الجزيرة