انتقادات محلية ودولية لطرد المبعوث الأممي من السودان

أكدت الأمم المتحدة أن السودان قرر طرد مبعوثها الخاص يان برونك، وقالت إنها تلقت رسالة بهذا الشأن من الحكومة السودانية.
وذكر المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك في بيان أن الأمين العام كوفي أنان يدرس الرسالة وطلب من برونك الحضور إلى نيويورك للتشاور.
وفي لندن أدانت الحكومة البريطانية قرار طرد المبعوث الأممي، وطالبت الخرطوم بإعادة النظر في هذا القرار.
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف ملف أفريقيا لورد ديفد تريسمن إن القرار سيأتي بنتائج عكسية ولن يسهم في معالجة مشكلات السودان.
" قيادي متمرد بدارفور: الحكومة لم تستطع رشوة برونك بالمال أو احتواءه ولهذا السبب تريد إبعاده " |
وأضاف "أنه قرار خاطئ سيفاقم الوضع في دارفور بدلا من حله، إنها خطوة أخرى صوب الانزلاق في مواجهة مع المجتمع الدولي".
مهلة ثلاثة أيام
وكانت الحكومة السودانية أعلنت في وقت سابق اليوم انتهاء مهمة يان برونك, وأمهلته ثلاثة أيام لمغادرة البلاد.
وطلبت الحكومة السودانية من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الاستبدال من برونك شخصا آخر تمنت أن يكون أكثر التزاما ومسؤولية تجاه التفويض الممنوح له.
ونقل مراسل الجزيرة نت عن الناطق باسم الخارجية السودانية علي الصادق قوله إن الوزارة استدعت برونك وأبلغته بأن القرار لا رجعة فيه وأمهلته 72 ساعة لمغادرة البلاد, "نظرا لمواقفه التي تتنافى مع دوره في السودان".
" الجيش السوداني استهجن تصريحات برونك بشأن وجود بوادر تمرد بين بعض منتسبيه، ووصف ذلك بأنه تصرف عدواني " |
وقال الصادق إن الخرطوم لا تهتم لما يمكن أن تقرره الأمم المتحدة لأن قرار طرد برونك قرار دولة, وقد صدر بعد أن استدعي الأخير ثلاث مرات للوزارة.
وأضاف أن الخرطوم تثمن جهود الأمم المتحدة في السودان, ولا تتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى توقف التعاون معها, موضحا أن الأمم المتحدة كانت تتوقع صدور هذا القرار.
وتابع الصادق أن الخارجية السودانية "رصدت كثيرا من مخالفات برونك, وكان يعتذر في كل مرة ويعترف بأنه مخطئ". وأوضح أن من بين المخالفات التي رصدت لبرونك دعمه المعنوي للمتمردين في إقليم دارفور غربي السودان, و"تجاوزه" الاتفاقات المبرمة بين الخرطوم والمنظمة الدولية.
وكان برونك قال في موقعه الإلكتروني إن المتمردين ألحقوا خسائر جسيمة بالجيش السوداني في معركتين بشمال دارفور، مشيرا إلى مقتل وجرح المئات من الجنود وأسر عدد كبير منهم.
وأضاف برونك أن معنويات الجنود السودانيين منخفضة للغاية ويرفض بعضهم تنفيذ أوامر القتال، فيما تم إعفاء عدد من القادة برتبة لواء من الخدمة.
واستهجن الجيش السوداني تصريحات برونك بشأن وجود بوادر تمرد بين بعض منتسبيه، ووصف متحدث باسم الجيش ما جاء على لسان برونك بأنه عدواني.