أمير الكويت يؤدي القسم الثلاثاء واستمرار إجراءات تنحيته

التقى أمير الكويت الشيخ سعد العبد الله الصباح رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي اليوم. وقال مراسل الجزيرة إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على دعوة مجلس الأمة للانعقاد في جلسة خاصة يوم الثلاثاء القادم ليؤدي الشيخ سعد القسم الدستوري ويتولى بذلك مسؤولية إدارة شؤون الإمارة بصفة رسمية.
وبشأن اشتراط أداء أمير الكويت الجديد القسم كاملا والمكون من سطرين, ذكر الخرافي -في تصريحات سبقت اللقاء- أن الدستور هو الذي يحكم مثل هذه الأمور وسيتم الالتزام بكل ما يتعلق بالإجراءات الدستورية, قائلا "إذا كان سمو الأمير يرغب في أداء القسم لا نستطيع أن نرفض مثل هذا الطلب".
ويأتي هذا التطور رغم محاولات الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ صباح الأحمد الصباح عزل الأمير سعد بسبب اعتلال صحته. وبهذا الخصوص أشار مراسل الجزيرة إلى أن تحديد موعد أداء القسم بيوم الثلاثاء رغم محاولات تنحيته جاء لإعطاء الأطراف داخل الأسرة الحاكمة فرصة لحل الأزمة.
وأوضح المراسل أن الحكومة الكويتية لم ترسل لليوم الثاني على التوالي طلبها لمجلس الأمة، مشيرا إلى أن أقطاب الأسرة الحاكمة عقدوا جلسات مستمرة طوال اليوم وسط أنباء عن انفراج في أزمة الحكم.
مساعي التنحية
وقد أعلن مجلس الوزراء الكويتي في بيان له اليوم عقب اجتماعه الأسبوعي أنه لا يزال يتابع الإجراءات الخاصة بتفعيل قانون توارث الإمارة "واستعراض الجوانب التفصيلية المتعلقة بمتطلبات تطبيق القانون ومقتضياته سعيا لاستكمال كافة الاعتبارات الدستورية والقانونية التي تكفل تحقيق المصلحة الوطنية العليا للبلاد".
وكانت مصادر حكومية قالت إنه يتوقع أن يطلب مجلس الوزراء اليوم رسميا من مجلس الأمة عقد جلسة خاصة لعزل الأمير الشيخ سعد، ما يشير إلى فشل محاولات اللحظة الأخيرة على ما يبدو في إقناعه بالتنحي طوعا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول حكومي طلب عدم كشف هويته أن الحكومة ستقوم اليوم بإرسال رسالة مرفقة بتقارير طبية إلى البرلمان وستطلب عقد جلسة خاصة لتطبيق الإجراءات الدستورية لتنحية الأمير.
وأشار المسؤول إلى أن التقارير الطبية المرفقة تشير صراحة إلى أن الأمير سعد -الذي خضع لعملية جراحية في القولون عام 1997- في "حالة صحية
متردية" تمنعه من القيام بوظائفه في الحكم.
ويتطلب عزل الأمير موافقة ثلثي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 65 بما في ذلك أعضاء الحكومة الـ16 فيه.
وسيفسح اتخاذ مثل هذا الإجراء المجال أمام رئيس الوزراء الرجل القوي في الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يسير الأمور اليومية للإمارة منذ عدة سنوات, لتولي منصب الأمير.
يشار إلى أن سعد العبد الله الصباح بويع فعليا أميرا بعد وفاة سلفه الشيخ جابر الأحمد الصباح، وهو يتمسك بالإمارة معتمدا على تأييد عدد من أقطاب الأسرة الحاكمة بينهم رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي السالم الصباح، في حين يقف آل الجابر إلى جانب رئيس الوزراء.