2005 عام جيد للبورصات الأوروبية واليابانية

تامر أبو العينين- سويسرا
استقبلت أسواق المال الأوروبية العام الجديد، بدفعة قوية من الأرباح مع ارتفاع مؤشرات التداول خلال عام 2005 المنصرم بشكل تجاوز كل التوقعات المتفائلة، كما حظت البورصة اليابانية بمثل هذا النجاح الذي تخلف عنه مؤشر داو جونز.
ففي بورصة زيورخ ارتفعت مؤشرات السوق بنسبة 35% مقارنة مع نهاية عام 2004 ليحقق مؤشر SMI في آخر أيام التعامل 7583.9 نقطة للمرة الأولى منذ 5 سنوات.
هذا النجاح يعود إلى ارتفاع أسعار أسهم شركتي "نوفارتيس" و"هوفمان لاروش" للأدوية و"نستله" للصناعات الغذائية ومنتجات الألبان، إلى جانب الثنائي المصرفي الشهير، "يو بي أس" ومجموعة "كريدي سويس"، مع مؤسسة أيه بي بي لتقنيات نقل الطاقة، حيث حققت تلك المؤسسات أرباحا غير مسبوقة عام 2004 انعكست على أدائها بشكل إيجابي في 2005.
وفي فرانكفورت سجل مؤشر DAX ارتفاعا وصل إلى 28% مسجلا 5470 نقطة، للمرة الأولى منذ أربع سنوات ونصف، رغم الشكاوى المتكررة من ضعف الحالة الاقتصادية، ويعود هذا النجاح إلى صادرات السيارات وشركات العقارات.
أما بورصة لندن، فقد اكتفى مؤشر فيتسي بزيادة لم تتجاوز 17%، ولم ينقذها سوى التداول الناجح لشركة بيرسيمون لأعمال البناء، التي ارتفعت أسعار أسهمها بنسبة 80% خلال العام 2005.
وتستقبل بورصة باريس العام الجديد بتعاملات تزيد 25% عن مطلع العام الماضي، حيث سجل مؤشر كاك 4715.23 نقطة، بفضل الانتعاش الذي شهده التعامل في أسهم شركتي "أكسا" و"أجيف" للتأمينات، حيث زادت أسعار كلا الشركتين بنسبة 50% عما كانت عليه مطلع 2005، بينما هبطت أسهم شركة الاتصالات الفرنسية فرانس تليكوم، بنسبة 15% عما كانت عليه قبل عام، وحقق مؤشر أيكس في أمستردام زيادة 25% خلال عام 2005.
وفي فيينا أنقذت شركة بيتاندوين لخدمات الإنترنت تعاملات البورصة من الخسارة، بعد أن حققت أرباحا وصلت إلى 500% ليسجل مؤشر أتكس 3667.03 نقطة، بما يعادل 50% زيادة عما كان عليه مطلع العام.
" الخبراء: نجاح البورصات الأوروبية يعود إلى القدرات التصديرية التي وصلت إليها كبريات الشركات الصناعية، لاسيما المتعددة الجنسيات، بينما لم تؤثر التجارة البينية داخل الدول نفسها أو الاستهلاك المحلي بشكل كبير في هذا النجاح " |
أما في بورصة ميلانو، فقد اكتفى مؤشر ميب بزيادة وصلت 13%، وذلك بفضل ارتفاع أسهم شركة تيناريس لصناعة الصلب، بنسبة 170% خلال عام 2005، رغم دخولها قبل أشهر قليلة فقط إلى سوق الأوراق المالية الإيطالية، فعوضت الخسارة التي تسببت فيها خسائر شركة الاتصالات الإيطالية تليكوم إيطاليا والتي بلغت 15%.
في المقابل سجل مؤشر ستوكس الذي يمثل أكبر تجمع للأسواق المالية في أوروبا زيادة وصلت إلى 20% العام الماضي، وذلك بسبب انخفاض أسعار أسهم أغلب شركات الاتصالات الأوروبية، ولكنه يبقى متفوقا على مؤشر داوو جونز، الذي لم يحقق نجاحات جديرة بالذكر، وكذلك الحال مع مؤشر ناسداك الأميركي الذي لم يرتفع إلا بمقدار 1.37% خلال العام الماضي.
ويقول الخبراء إن نجاح البورصات الأوروبية بصفة عامة يعود إلى القدرات التصديرية التي وصلت إليها كبريات الشركات الصناعية، لاسيما المتعددة الجنسيات، بينما لم تؤثر التجارة البينية داخل الدول نفسها أو الاستهلاك المحلي بشكل كبير في هذا النجاح. وفي اليابان ارتفع مؤشر نيكاي خلال العام الماضي بنسبة 40%، للمرة الأولى منذ عام 1986.
وكعادة التجارة في سوق الأوراق المالية فإن كل ارتفاع كبير وغير متوقع في المؤشرات والأسهم، يكون مصحوبا بمخاوف من الركود أو الانهيار، ولذا ينصح الخبراء بالتريث قبل الإقدام على عمليات شراء كبيرة الحجم مع مطلع العام الجديد.
ومن المحتمل أن تشهد الأسواق المالية هدوءا نسبيا في الربع الأول من السنة، كنوع من استكشاف الآفاق وانتظارا لنتائج أرباح أغلب الشركات الكبرى لعام 2005.
____________
مراسل الجزيرة نت