ضحايا الألغام بالسودان يدفعون الثمن في الحرب والسلم

مع بداية عودة المواطنين السودانيين في منطقة جنوب النيل الأزرق لحياتهم الطبيعية, إثر توقف الحرب, تلقت المنظمات الإنسانية هناك أكثر من ألف بلاغ عن الخسائر والأضرار التي سببتها الألغام الأرضية.

المنظمات العاملة في حصر وإعانة الضحايا تقول إنها تواجه مصاعب كبيرة نظرا لعدم وجود خرائط لمواقع الألغام وقلة وعي الأهالي بأخطارها.

ومن بين ضحايا الألغام يكابد علي جابر, الذي نجا من الموت بأعجوبة إثر انفجار لغم أدى إلى بتر إحدى ساقيه فهو من أجل لقمة العيش, يمارس تجارة بسيطة في سوق المنطقة التي خرجت لتوها من حرب إلى سلم أفضى بدوره إلى حرب جديدة. ورغم أن مدخوله مما يسميه كشكا لا يكاد يسد رمقا (دولارين في اليوم) إلا أن عليًّا لا يملك خيارا آخر.

وقد سعى مع آخرين لتشكيل جمعية تقوم بتمثيل ضحايا الألغام في منطقة جنوب النيل الأزرق, تجتمع بصورة شبه يومية من أجل تقديم المساعدة وتغيير الواقع نحو الأفضل.

جمعية ضحايا الألغام هذه لا تجد حتى المقر الذي تطرح فيه قضاياها, لولا أن جمعيات إنسانية تعمل في مجال الحد من إصابات الألغام, قامت باستضافتها. وحتى تلك الجمعيات فإنها مشغولة بحصر الضحايا وتحذير المواطنين من أخطار الألغام, خصوصا مع غياب خرائط تؤشر لمواقع زرعها.

أما ضحايا الألغام, الذين يقرون للدولة بتوفير الأطراف الاصطناعية لهم, فإنهم يشددون على رغبتهم في العمل الشريف ليواصلوا به حياتهم, دون أن يكونوا عالة على أحد. هؤلاء الضحايا هم الفئة التي دفعت أغلى الأثمان لنزاع مسلح استمر عشرين عاما ولا يزالون يدفعون.

_________
موفد الجزيرة

المصدر : الجزيرة