خبراء: الجامعة العربية ضعيفة دون إرادة سياسية
أكدت مجموعة من المثقفين المصريين أن الجامعة العربية ليست بحاجة لتعديل هياكلها التنظيمية أو طريقة التصويت بداخلها، بقدر احتياجها لأمور أخرى أهم.
فقد قال الدكتور أحمد يوسف أحمد مدير معهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة للجزيرة نت، إن الجامعة ليست بحاجة لتعديل هياكلها التنظيمية أو طريقة التصويت بداخلها بقدر احتياجها لتطوير حقيقي للعلاقات العربية العربية.
ورأى أحمد أن هذه العلاقات العربية لم ترتفع حتى الآن لمستوى الهياكل التنظيمية الموجودة الجامعة رغم قصور هذه الهياكل، فالمهم هو ما يتم على أرض الواقع وليس الحديث المسهب عن الحاجة إلى هياكل تنظيمية جديدة.
وأضاف أن قمة الجزائر اتخذت قرارا بإنشاء البرلمان العربي، ولكن الأهم من ذلك هو صلاحيات هذا البرلمان واختصاصاته وليس قرار إنشائه.
نظام التصويت
" تحديد آلية عملية لالتزام الدول العربية بأي قرارات تصدر عن الجامعة أهم من إصدار هذه القرارات " |
وحول نظام التصويت قال الدكتور أحمد، إنه خطوة جيدة على الطريق لكن لا توجد آلية تلزم أي دولة بقرار الجامعة في حال اعتراضها عليه.
ولفت إلى أن نظام التصويت داخل الجامعة به خلل واضح هو المساواة بين جميع الدول العربية وهو ما لا يطبق بالاتحاد الأوروبي فلا تتساوى لوكسمبورغ مثلا مع فرنسا أو بلجيكا، ولكن الجامعة منذ إنشائها اعتمدت نظام المساواة بين جميع الأعضاء.
وأوضح أن بعض الدول العربية صغيرة الحجم الجغرافي قليلة السكان تدفع بميزانية الجامعة أضعاف ما تدفعه دول كبرى وبذلك لا يمكن أن يطلب منها إلا أن تتساوى مع دول كبيرة مثل مصر أو سوريا، وعلى الدول الكبيرة أن تتنازل عن هذا الخلل لمصلحة الجامعة لان إثارة مثل هذا الأمر قد يدمر الجامعة من داخلها.
إرادة سياسية
كما أكد أحمد أن الدول العربية في مرحلة حساسة يحاول البعض فيها تدمير الجامعة، وإقامة نظام شرق أوسطي جديد يضم إلى جانب الدول العربية إسرائيل وتركيا تحت هيمنة أميركية مباشرة.
" العالم العربي بأمسّ الحاجة إلى تطوير فعلي لمؤسسات الجامعة " |
أما رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان فأفاد بأن القرار الأخير لوزراء الخارجية العرب هو تعديل مقترح منذ فترة كبيرة وتحديدا مع أزمة احتلال العراق للكويت سنة 1990، معتبرا أن الأهم هو تحديد آلية عملية لالتزام الدول العربية بأي قرار يصدر عن الجامعة.
وأشار الدكتور جهاد عودة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقر مبدأ الالتزام الأدبي من جانب جميع الدول الأعضاء بجميع قرارات الاتحاد، وهنا تأتي أهمية طريقة تنفيذ القرارات على آلية اتخاذها.
تطوير فعلي
من جهته شدد الكاتب الفلسطيني عبد القادر ياسين على أن المطلوب للجامعة العربية ليس إصلاحا إداريا أو تنظيميا، ولكن الجامعة -كما هو معروف- مرآة تعكس الخلل السياسي العربي ما يعني أننا لا يجب أن نولي اهتمامنا بالذيول وما عدا ذلك تداعيات وذيول.
ورأى ياسين أن العالم العربي بأمسّ الحاجة إلى تطوير فعلي لمؤسسات الجامعة والتي رغم ضعفها، تساعد في عملية تنسيق العلاقات العربية العربية التي يتآمر العدو لإفسادها.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت