البعث السوري يطرد خدام ويعتبره خائنا للوطن والحزب
قررت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا طرد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام واعتبرته خائنا للوطن والحزب.
وقالت القيادة القومية في بيانها اليوم إن "خدام خان الحزب والوطن والأمة وجاءت افتراءاته وتلفيقاته لتشكل تنكرا واضحا وفاضحا للتقاليد والقيم الوطنية والقومية".
وأضاف البيان أن "خدام اختار أن يكشف عن وجهه الحقيقي عندما وجد نفسه خارج السلطة ومواقع المسؤولية فى الحزب والدولة, وذلك بعد أن أصبح عاملا معرقلا ومعيقا لمسيرة الإصلاح والتجديد وهذا ما أكدته ممارساته فى الحزب والسلطة".
وأشار البيان إلى أن "خدام اختار بخطوته الخيانية أن يقدم خدمة رخيصة مدفوعة الثمن لأولئك الذين جندوا أنفسهم وقواهم للصق تهمة اغتيال الحريري بسوريا فى محاولة يائسة منه لإنقاذ تقريري (القاضي الألماني ديتليف) ميليس وإعطائهما جرعة انعاشية لتصعيد الضغوط على سورية بتقديمه شهادة زائفة وملفقة".
وجاء قرار حزب البعث بعد يوم من تصويت مجلس الشعب السوري بالإجماع على رفع دعوى ضد خدام بتهمة الخيانة العظمى.
وتأتي هذه التطورات في سياق ردود الفعل على تصريحات مدوية أطلقها خدام ووجه فيها انتقادات لاذعة إلى النظام السوري وأقر فيها بأن بلاده ارتكبت أخطاء متكررة في لبنان متهما الرئيس الأسد بأنه هدد بقمع كل من يخرج عن إرادة سوريا في لبنان.
وقد هاجمت الصحف السورية نائب الرئيس السابق، وحملت افتتاحية تشرين لهذا اليوم عنوان "حتى أنت يا خدام؟" متهمة إياه بالبحث عن مجد شخصي ضائع وأحلام زعامية خائبة في عواصم الغرب ومنتجعاته الأسطورية الجميلة.
وقالت تشرين "الحقيقة أننا لم نسمع يوما أن السيد خدام كان ديمقراطيا وطرح برنامجا للإصلاح وأنه كان اشتراكيا ونصيرا للفقراء, فعلى من تقرأ مزاميرك يا داود".
مواقف متباينة
وقد تباينت مواقف القوى السياسية في لبنان إزاء تصريحات خدام.
وبينما التزمت الحكومة الصمت وآثرت التريث في رد فعلها، سارعت قوى من داخل الحكومة وخارجها إلى اعتبارها شهادة للتحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وصدقيته. في حين وصفت قوى موالية لسوريا خدام بالمتناقض والخائن.
ودافع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عما اعتبره وطنية وسورية خدام. وثمن مواقفه تجاه لبنان ودوره في تعزيز اللحمة الوطنية، وعلاقته المتميزة بالحريري.
واعتبر جنبلاط أن ما جاء على لسان خدام يثبت مصداقية التحقيق الدولي في عملية الاغتيال، مطالبا الأحزاب اللبنانية الموالية لسوريا بالعمل على إدانة ما وصفه بالإرهاب السوري.
من جانبه اعتبر زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشيل عون تصريحات نائب الرئيس السوري السابق، بمثابة شهادة للتحقيق الدولي باغتيال رئيس الوزراء السابق.
ودعا عون في تصريحات لـBBC خدام إلى إبقاء ذاكرته منفتحة وألا ينتقي حدثا بعينه وأن يتحدث عن الاغتيالات الأخرى التي جرت في لبنان أثناء استلامه للملف اللبناني، مشيرا بالخصوص إلى اغتيال الرئيسين بشير الجميل ورينيه معوض ومفتي البلاد حسن خالد.
وتحدثت صحيفة المستقبل عن إجماع المواقف السياسية البلاد، على اعتبار كلام خدام بمثابة شهادة للتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري وصدقيته وللحقيقة ولتوجهات قوى 14 آذار.
ونقلت عن وزير الاتصالات مروان حمادة قوله إن كلام خدام شكل "هزّة ارتدادية وتسونامي حقيقيا سنرى نتائجه خلال كانون الثاني الجاري" وتوقع اعتقالات وتوقيفات جديدة في ملف التحقيق.
القوى الموالية
الصحف السورية من جانبها نقلت مواقف قوى لبنانية موالية لدمشق، فقد أكد الأمين القُطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان عاصم قانصوه أن ما أدلى به خدام يندرج ضمن حملة إعلامية مبرمجة ضد سوريا، واصفا خدام بأنه صار ملك شهود الزور الذين يخدمون أعداء دمشق.
كما استهجن الوزير والنائب اللبناني السابق سليمان فرنجية ما جاء في حديث خدام، وأسف في تصريح له أمس أن يخون خدام بلاده من أجل الدولارات على حد تعبيره.
من ناحيته قال الوزير السابق طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، إن "أمثال خدام من الخونة سيسقطون". كما اتهم خدام بأنه "هو من كان سبب الخلل في العلاقات السورية اللبنانية".