مقتل خمسة عراقيين وعملية أميركية واسعة في حديثة

شهدت أنحاء متفرقة من العراق في الساعات الماضية هجمات وتفجيرات جديدة خلفت خمسة قتلى عراقيين بينهم أربعة جنود وأحد عناصر منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية.
ففي بعقوبة شمال شرق العاصمة بغداد قتل أربعة جنود عراقيين وأصيب أربعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش غربي هذه المدينة التي قتل فيها كذلك عضو في منظمة بدر يدعى عباس سلمان أحمد وأصيب ولده بجروح عندما أطلق مسلحون النار عليهما لدى مغادرتهما منزلهما.
وفي تكريت أصيب شرطي عراقي بجروح لدى انفجار قنبلة على جانب الطريق مستهدفة سيارة شرطة في هذه البلدة الواقعة شمال بغداد.
وكان 21 عراقيا قتلوا أمس في هجمات متفرقة بينهم أربعة من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في انفجار سيارة مفخخة قرب كركوك بينما كانوا عائدين من تلعفر في الموصل.
اقتحام حديثة
وتزامنت هذه الهجمات مع بدء قوة أميركية عراقية مشتركة عملية عسكرية واسعة في منطقة حديثة غربي العاصمة بغداد حيث قتل 15 جنديا من المارينز قبل يومين.
وأوضح الجيش الأميركي في بيان أن نحو ألف جندي من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) والجنود العراقيين اقتحموا اليوم مدينة الحقلانية والمنطقة المجاورة لها في إطار عملية "كويك سترايك" (ضربة سريعة) التي بدأت في الثالث من الشهر الجاري، موضحا أن الهدف هو منع وجود مسلحين في حديثة والحقلانية.
وكان الجيش الأميركي أعلن في وقت سابق مقتل ثلاثة من جنوده، في انفجار سيارة ملغومة جنوب غرب العاصمة العراقية مساء الأربعاء، ليرتفع إلى 28 عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الأيام الأربعة الماضية.
هذه الخسائر دفعت وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد للإقرار بأن الجيش الأميركي في العراق يواجه مأزقا كي لا يظهر بأنه قوة احتلال.
وقال رمسفيلد خلال مداخلة في لوس أنجلوس إن المأزق يكمن في أنه عند نشر عدد محدود من الجنود سيعمل المسلحون على ضرب العملية السياسية الجارية في العراق، ولكن مع نشر المزيد من القوات سيعمل هؤلاء على إقناع الرأي العام العراقي بأن قوات الائتلاف هي قوات احتلال، معتبرا أنها ليست كذلك.
وحمل وزير الدفاع الأميركي على سوريا، وزعم أنها بمساعدتها المسلحين في العراق لا تتصرف بطريقة حكيمة، محذرا من أن ذلك سيعود عليها بالضرر.
خلافات الدستور
سياسيا أفاد مصدر في ديوان الرئاسة العراقي بأن اجتماع قادة الكتل السياسية العراقية الذي كان مقررا أن يعقد اليوم الجمعة لحل المسائل العالقة في مسودة الدستور أرجئ إلى الأحد المقبل.
وأوضح المصدر أن القرار اتخذ لضمان مشاركة أوسع وأكبر من الكتل والأحزاب والتيارات من خارج الجمعية الوطنية في الاجتماع.
من جانبه أكد العضو الكردي في لجنة كتابة الدستور محمود عثمان أن أحد أسباب إرجاء الاجتماع هو عقد البرلمان الكردي جلسة خاصة غدا السبت لمناقشة مطلب الأكراد في الدستور، مضيفا أن رئيس الإقليم مسعود البرزاني لن يستطيع المجيء إلى بغداد قبل يوم الأحد.
ولم يتمكن أعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة كتابة الدستور برئاسة الشيخ همام حمودي من تجاوز الخلافات حول عدد من المسائل أهمها الفدرالية ومصير كركوك ودور الدين واسم الدولة وتقاسم الثروة.
واتفق أعضاء اللجنة الـ71 على أن يعمل القادة السياسيون على حل الخلافات في مسودة الدستور حتى الثاني عشر من الشهر الجاري لرفعها إلى لجنة الصياغة التي يفترض عندها أن تعد المسودة النهائية لرفعها بدورها إلى الجمعية الوطنية في الخامس عشر من الشهر الجاري كحد أقصى كما هو وارد في قانون إدارة الدولة المؤقت.
وبعد أن تقر الجمعية الوطنية مسودة الدستور تعرض على استفتاء شعبي في 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل للموافقة عليها.