10 قتلى في احتجاجات أفغانية على تدنيس القرآن بغوانتانامو
قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص اليوم الجمعة في أفغانستان أثناء تظاهرات انطلقت إثر نشر معلومات عن قيام جنود أميركان في معتقل غوانتانامو بتدنيس المصحف الشريف, وذلك في وقت تتصاعد فيه موجة الغضب في عدد من العواصم العربية والإسلامية.
غضب متواصل
وفي مصر عبر الإخوان المسلمون عن شدة غضبهم وبالغ استنكارهم لقيام الجنود الأميركيين "بإلقاء نسخ من المصحف الشريف في مراحيض قاعدة غوانتانامو", مطالبين واشنطن بإعلان اعتذارها.
وقال المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف إن الحكومات العربية والإسلامية مطالبة بعدم التراخي في اتخاذ "الإجراءات الصارمة والحاسمة التي تتناسب مع بشاعة الجرم وفداحة الخطب".
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة تظاهر قرابة ألفي فلسطيني من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد صلاة الجمعة في مخيم جباليا تعبيرا عن احتجاجهم لما حدث في غوانتانامو. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالولايات المتحدة وإسرائيل, وأحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي.
وفي بغداد أدان أئمة المساجد السنية والشيعية على حد سواء تدنيس المصحف الشريف في معسكر غوانتانامو. وشدد خطباء الجمعة في المساجد على ضرورة التصدي لمثل هذه الأفعال، منددين في الوقت نفسه بتصرفات جنود الاحتلال في العراق.
كما أعربت منظمة القيادة الشعبية العالمية الإسلامية التي يرأسها الزعيم الليبي معمر القذافي عن إدانتها لتصرف المحققين الأميركيين, معتبرة أن مثل هذه التصرفات لا علاقة لها بمقاومة ما يسمى الإرهاب.
وأعلنت المنظمة أنها قررت إرسال لويس فرقان نائب قائد القيادة الشعبية الإسلامية إلى معتقل غوانتانامو لمقابلة السجناء والمسؤولين لاستيضاح خلفية تلك الممارسات المشينة والتأكد إن كانت قد وقعت بالفعل.
من جهة أخرى انضمت إندونيسيا إلى موجة الاحتجاجات المنددة بتدنيس المصحف الشريف، إذ تجمع مئات الإندونيسيين في أحد مساجد العاصمة جاكرتا وعبروا في بيان لهم عن إدانتهم لإهانة المصحف على أيدي القوات الأميركية.
من ناحيتها أعربت الحكومة الإندونيسية عن قلقها تجاه هذا التصرف، وقالت إن المتورطين يجب أن ينالوا "العقوبة التي يستحقونها" على أفعالهم "غير الأخلاقية".
وكانت الاحتجاجات التي بدأت في أفغانستان انتقلت الخميس إلى باكستان المجاورة، حيث شهدت مدن عدة مظاهرات أحرق خلالها المتظاهرون العلم الأميركي مطالبين حكومتهم بوقف مساعدتها للولايات المتحدة في حربها على ما تسميه الإرهاب.
وطالبت الخارجية الباكستانية من واشنطن تقديم تفسير عن هذه التقارير التي نقلت شهادات معتقلين سابقين بغوانتانامو تفيد بأن الجنود الأميركيين العاملين بالسجن قد ألقوا بنسخ من المصحف الشريف في المراحيض استفزازا للمعتقلين، بينما طالب البرلمان الباكستاني الولايات المتحدة بتقديم اعتذار.
كما دعت المملكة العربية السعودية الإدارة الأميركية إلى إجراء تحقيق سريع بشأن هذه التقارير.
وفي الخرطوم حالت قوات الأمن دون وصول آلاف المتظاهرين إلى مقر السفارة الأميركية, في إطار احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة. وندد المتظاهرون بتصرفات الجنود الأميركيين في غوانتانامو ووصفوها بأنها غير أخلاقية.
تشكيك أميركي
وفي محاولة لتهدئة مشاعر المسلمين, أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن ازدراء القرآن الكريم يمثل عملا بغيضا للجميع.
ولكن رايس التي كانت تتحدث في شهادة أمام مشرعين أميركيين لم تعترف بقيام الجنود بتدنيس القرآن، وقالت إن السلطات العسكرية تجري تحقيقات بشأن ما وصفتها بالمزاعم عن تدنيس المصاحف. ووجهت الوزيرة نداء إلى المسلمين في أنحاء العالم برفض دعوات للقيام بما أسمتها أعمال عنف.
من جانبه قال قائد قيادة الأركان الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز إنه لا يوجد دليل حتى الآن على حصول تدنيس للقرآن في غوانتانامو.
وأوضح في مؤتمر صحفي بالبنتاغون أن المحققين راجعوا سجلات التحقيق ولا يستطيعون تأكيد وقوع حادث التدنيس, مشيرا إلى أن "أحد الحراس ذكر أن معتقلا كان يمزق صفحات من القرآن".