منظمة ألمانية ترصد الانتهاكات العرقية والدينية الروسية

أنعدام الأمن سمة غالبة في جمهورية الشيشان . الجزيرة نت

خالد شمت-برلين

انتقدت المنظمة الألمانية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة تنامي معدلات العنصرية والعداء للأجانب والعداء للسامية وأعمال التمييز والملاحقات غير القانونية تجاه الأقليات العرقية والدينية في الاتحاد الروسي خلال الفترة من بداية العام الماضي إلى الوقت الحالي.

وقالت المنظمة في بيان أصدرته بمناسبة انعقاد القمة الأوروبية الروسية في موسكو اليوم الثلاثاء وأرسلت نسخة منه إلى الجزيرة نت، إن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الشرطة الروسية أظهرت وقوع 8500 جريمة اعتداء جسدي ضد الأجانب وأبناء الأقليات الإثنية و44 حالة قتل لدوافع عنصرية في روسيا خلال العام الماضي، وهو ما يمثل ضعف المعدل الرسمي المسجل لهذه الجرائم عام 2003.

وعرض البيان نتائج استطلاع عام أجري في روسيا مؤخراً وكشفت مطالبة 42% من المواطنين الروس بالتصدي للتأثير اليهودي على الحياة العامة في بلادهم، ومطالبة 70% بتركيز جميع سلطات الدولة في أيدي أفراد القومية الروسية السلافية.

تمييز وملاحقات
وأشارت المنظمة إلى توافر أدلة متواترة لديها على استمرار وقوع تمييز عرقي وملاحقات غير قانونية ضد الشعوب الصغيرة والأقليات الموجودة في روسيا مثل شعب البشكير في جمهورية بشكيريا، وأقلية الماري وأقلية المشكيتين ذات الأصول التركية.

وأوضحت أن أفراد أقلية الماري التي تمثل المعارضة في جمهورية "ماري أل" المتمتعة بالحكم الذاتي في روسيا الاتحادية، قد استبعدوا تماماً من تولي الوظائف في الدوائر الحكومية والصحف والمؤسسات العامة.

وشددت المنظمة على وقوع مضايقات لا حصر لها واقتحام للمنازل وحوادث ضرب واعتداء بدني وبعض حالات القتل بحق الصحفيين من أقلية الماري في جمهورية ماري أل الواقعة في الأورال على بعد 600 كلم من العاصمة الروسية موسكو.

بلا جنسية
وذكر بيان المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة أن 7000 فرد يشكلون تعداد شعب مشكيتين ذي الأصول التركية في مقاطعة كراسنودار الروسية، هم بلا جنسية وتمارس عليهم الشرطة والإدارات الزراعية بهذه المقاطعة كافة أنواع التضييق المعيشي وترفض تسجيل حالات زواجهم في مصلحة الأحوال المدنية وترسل أطفالهم إلي فصول دراسية متدنية وغير رسمية بدلاً من إدخالهم المدارس الحكومية.

وأكدت المنظمة أن الشرطة والقوات المسلحة والاستخبارات الروسية في جمهوريات داغستان وأنغوشيا والشركس وقباردينو بلغاريا وأوسيتيا، ما زالت تمارس كافة أنواع العنف والتعذيب والاعتداء الجسدي على علماء الدين المسلمين والأشخاص المشتبه في أرتباطهم بجماعات إسلامية بحجة أنها منظمات إرهابية.

undefinedوأشارت إلى أن اضطهاد المعارضة السياسية وشيوع الجريمة المنظمة والفساد الإداري والتعسف الحكومي سمات واضحة للحياة في هذه الجمهوريات القوقازية الخاضعة لروسيا.

مختطفو الشيشان
وفي تصريح للجزيرة نت انتقدت مسؤولة القسم الروسي والأوروبي بالمنظمة سارة راينكا بشدة عدم بذل الحكومة الروسية حتى الآن أي مساع لإيجاد حل سياسي لإعادة الاستقرار إلى جمهورية الشيشان المضطربة.

واعتبرت راينكا أن استمرار الجيش الروسي والإدارة الشيشانية العميلة للكرملين في سياسة اختطاف المدنيين الشيشان بمعدل شخصين يومياً، يمثل مظهراً لغياب القانون والنظام في هذه الجمهورية القوقازية المسلمة.

وأشارت إلى أن التقديرات المستقلة تقدر اختفاء 2500 مدني شيشاني فقدت آثارهم منذ قيام القوات الروسية بحربها الثانية على الشيشان في سبتمبر/أيلول 1999.
________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة

إعلان