آلاف الروانديين يفرون لبوروندي خوفا من محاكم الإبادة الجماعية

afp/Rwandan Hutus fleeing the country's grass-root Gacaca courts, trying suspects in the 1994 genocide that claimed about 800,000 lives mainly minority Tutsis and moderate Hutus, are seen, 18 April 2005
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير آلاف الروانديين عبروا الحدود إلى بوروندي المجاورة خشية الوقوع تحت طائلة  محاكم أهلية أنشئت لمحاكمة من يشتبه في تورطهم في المذابح الجماعية عام 1994.
 
وبحسب مفوضية شؤون اللاجئين الأممية فإن 7 آلاف رواندي دخلوا الأراضي البوروندية منذ أبريل/نيسان الماضي، وقال عدد كبير منهم إنهم تعرضوا للتهديد إلى جانب تردد إشاعات بحدوث هجمات انتقامية.
 
واعتبرت المفوضية هؤلاء لاجئين سياسيين حتى يتم التحقق من مزاعمهم.
 
وقالت متحدثة باسم الوكالة إن هذه القضية تفرز تساؤلات معقدة بشأن تورط هؤلاء فعلا في جرائم الإبادة الجماعية، أو تعرض بعضهم للتهديد للحيلولة دون إدلائهم بشهاداتهم أمام المحاكم التي انشأتها رواندا والمعروفة "بالغاكاكا" لكشف حقيقة هذه الإبادة التي قام بها متطرفون من الهوتو ضد الأقلية التوتسية.
 
يشار إلى أن عمليات القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب التي حدثت عام 1994 خططت لها ونفذتها الحكومة الرواندية التي كان يهيمن عليها الهوتو آنذاك، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في القرن العشرين.
 
ووقعت الإبادة في سياق النزاع الذي دار في  الفترة 1990-1994 بين قوات الحكومة الرواندية والجبهة الوطنية الرواندية التي يهيمن عليها التوتسي،  وقد قتل فيها نحو مليون رواندي على أيدي أبناء وطنهم.
 
وتم إنشاء محكمة جنائية دولية لرواندا في تنزانيا لمحاكمة المتهمين بتدبير الإبادة الجماعية. وقد انتقدت الجهات المانحة ومنظمات حقوق الإنسان على السواء فاعلية المحكمة وكفاءتها, وتدخلت الحكومة الرواندية بصورة متكررة في إجراءاتها وعرقلت سيرها -جزئيا على الأقل- لإحباط تحقيق المحكمة في الانتهاكات التي ارتكبتها الجبهة الوطنية الرواندية.
 
وحتى الآن فشلت محاكم "الغاكاكا" التي تضم أعضاء من المجتمعات المحلية والتي أنشئت في جميع أنحاء رواندا لكشف حقيقة الإبادة والتعجيل بمحاكمة عشرات الآلاف من المتهمين بالمشاركة فيها, في تقديم أي شخص للمحاكمة لأن العديد من الشهود يرفضون الإدلاء بأقوالهم خوفاً من انتقام جيرانهم.
المصدر : رويترز

إعلان