تشاد تستأنف الوساطة في دارفور غداة إصابة قنصلها

أصيب القنصل العام لتشاد في غرب السودان بالرصاص عندما فتح مجهولون النار على سيارته أثناء توجهه من الحدود التشادية إلى دارفور.
وذكرت إذاعة أم درمان السودانية الرسمية اليوم السبت نقلا عن بيان للخارجية أن قنصل تشاد -الذي لم تكشف هويته- تعرض مساء الخميس لإطلاق نار على الطريق بين مدينة أدري الحدودية والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور ونقل إلى المستشفى للمعالجة قبل العودة إلى تشاد.
ويأتي ذلك متزامنا مع ما قررته تشاد اليوم من استئناف جهود الوساطة في أزمة دارفور بعد تلقيها وعودا من الخرطوم بأنها ستتخذ إجراءات ضد متمردين تشاديين تقول تشاد إنهم يتمركزون بالسودان.
وأوضح مكتب الرئيس التشادي إدريس ديبي أن قرار استئناف الوساطة جاء عقب محادثات أجريت أمس مع وفد سوداني برئاسة وزير الاستثمار، وقال بيان صادر عن المكتب "حرصا على الحفاظ على علاقات طيبة بين تشاد والسودان فإن الرئيس يقبل استئناف جهود الوساطة مع إصراره على أن تمضي الحكومة السودانية في إزالة التمرد حتى النهاية".
وحسب البيان فإن الوزير السوداني قدم تأكيدات إلى تشاد عن بدء عمليات لإزالة القوات المسلحة المعادية لها، والموجودة على الأراضي السودانية.
وكانت تشاد قد أعلنت الأسبوع الماضي تعليق وساطتها في أزمة دارفور، قائلة إنها لا تستطيع مساعدة بلد يدعم متمردين يعملون على زعزعة استقرارها، واتهمت تشاد السودان بأنه يشكل تهديدا خطيرا لأمنها من خلال تجنيد نحو ثلاثة آلاف متمرد وتزويدهم بالعتاد بالقرب من الحدود بين البلدين.
ولجأ نحو 200 ألف شخص من دارفور إلى تشاد هربا من الحرب الأهلية التي أوقعت وفق أرقام الأمم المتحدة 180 ألف قتيل منذ اندلاعها في فبراير/شباط 2003.
وأضعف الصراع العلاقات بين الجارين وخلق مشكلات سياسية واقتصادية للرئيس التشادي إدريس ديبي الذي تعرض لضغوط من كلا الطرفين لدعمه والذي استضاف محادثات سلام بين الفصائل المتناحرة.
وينتمي ديبي لقبيلة زغاوة التي تعيش على جانبي الحدود بين البلدين وينخرط أفرادها في صفوف المتمردين الذين يقاتلون الخرطوم، وشارك بعض قادة المتمردين بدارفور في الانقلاب الذي جاء بديبي إلى السلطة عام 1990.