انسحاب سوري قبل الانتخابات وواشنطن متمسكة بموعدها
30/3/2005
طلبت سوريا حذف الإشارة إلى أن الرئيس بشار الأسد هدد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بالأذى الجسدي, وهي الإشارة التي وردت في تقرير بيتر فيتزجيرالد رئيس فريق تقصي الحقائق في اغتيال الحريري.
جاء ذلك في رسالة بعث بها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
وفي تصريح للجزيرة قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة فيصل مقداد إن التقرير يسيء للأمم المتحدة كونه تضمن حديثا غير موثق بين الرئيس السوري بشار الأسد والحريري. مؤكدا على عمق العلاقة ومتانتها بين البلدين الجارين.
وتضمنت الرسالة المؤرخة أمس الثلاثاء -التي تسلم مكتب الجزيرة في نيويورك نسخة عنها- إشارة إلى تعهد سوري بسحب جميع قواتها العسكرية الموجودة في لبنان قبل الانتخابات المقبلة فيه، ليبدد هذا الإعلان أي لبس عن بقاء نحو عشرة آلاف جندي سوري في سهل البقاع شرقي لبنان.
وقالت الرسالة إن التعاون القائم منذ وقت طويل بين سوريا ولبنان مكن سوريا بالفعل من تقليص حجم قواتها إلى عشرة آلاف من أربعين ألفا بالإضافة إلى "الانسحاب الكامل لهذه القوات قبل الانتخابات القادمة في لبنان".
ومن المقرر أن تجتمع لجنة عسكرية سورية لبنانية الأسبوع القادم لوضع جدول زمني لانسحاب القوات المتبقية. وتشير المصادر اللبنانية إلى أن مدة الانسحاب الشامل تقلصت من شهرين إلى 20 يوما بدءا من الأربعاء الماضي بناء على طلب الرئيس السوري.
وكانت دمشق أتمت المرحلة الأولى من خطة الانسحاب بسحب قواتها إلى سهل البقاع شرقي لبنان، وسحبت أكثر من ثلث قواتها الموجودة هناك إلى داخل الأراضي السورية.
رفض أميركي
وفي سياق متصل شددت الولايات المتحدة على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية اللبنانية في موعدها المقرر قبل أواخر مايو/أيار المقبل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آدم إيرلي "لا نرى سببا مسوغا منطقيا لتأجيل الانتخابات" رافضا دعوات بعض اللبنانيين بإرجاء موعد إجراء هذه الانتخابات.
وفي إشارة إلى المطالب الأميركية بانسحاب سوري كامل من لبنان، قال إيرلي إنه يتعين منح الشعب اللبناني "الحق في اختيار حكومة بحرية دون أي تدخل أجنبي وبعيدا عن أي تخويف".
يأتي هذا التعليق الأميركي فيما يتجه لبنان نحو أيام حاسمة في عدد من العناوين التي يتوقف عليها انقشاع الوضع السياسي وإمكان إجراء الانتخابات النيابية في موعد قريب أو تأجيلها، إثر اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف عمر كرامي عن تشكيل حكومة جديدة.
وكان كرامي أعلن في مؤتمر صحفي الثلاثاء أنه قرر التخلي عن تشكيل الحكومة بعد فشله في إقناع المعارضة بالانضمام لحكومة اتحاد وطني تتولى تنظيم الانتخابات النيابية.
وقال بعد لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري إنه لن يترأس حكومة لا تضم الموالاة والمعارضة معا، وأضاف أنه سيبلغ رئيس الجمهورية إميل لحود اليوم أنه قرر الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة الجديدة.
وأشار إلى أنه سيؤجل الإعلان النهائي عن ذلك إلى ما بعد اجتماعه مع أركان "لقاء عين التينة" الذي يضم قوى الموالاة المرجح غدا الخميس.
وترفض المعارضة مبدأ الاشتراك في حكومة اتحاد وطني وتطالب بحكومة انتقالية مصغرة مكونة من "حكماء" تكون مهمتهم التحضير لإجراء الانتخابات المقررة في مايو على أن لا يدخلوا ضمن مرشحيها.
رأي المعارضة
في أول رد فعل على الاعتذار، وصفت المعارضة الخطوة بأنها مماطلة من طرف السلطة هدفها النهائي تأجيل الانتخابات.
في أول رد فعل على الاعتذار، وصفت المعارضة الخطوة بأنها مماطلة من طرف السلطة هدفها النهائي تأجيل الانتخابات.
وقال النائب المعارض نسيب لحود للجزيرة إن هذه المماطلة تجعلنا نشك أن الهدف الحقيقي هو تأجيل الانتخابات "وهو ما لا نقبل به".
من جهته كرر عضو التيار المسيحي المعروف بـ"لقاء قرنة شهوان" توفيق الهندي في تصريحات للجزيرة اتهام السلطة بالمماطلة، موضحا أنه من ناحية دستورية يتوجب إجراء مشاورات لتكليف رئيس حكومة جديد بالمهمة. وحذر من أن هنالك مماطلات لتمديد عمر المجلس النيابي الحالي مدة عام.
مدير الاستخبارات
بموازاة ذلك أعلن رئيس جهاز استخبارات الجيش العميد ريمون عازار الذي تطالب المعارضة باستقالته مع ستة مسؤولين آخرين أنه سيخرج لمدة شهر في إجازة إدارية، وسلم منصبه مؤقتا إلى رئيس الاستخبارات بجبل لبنان العميد جورج خوري.
بموازاة ذلك أعلن رئيس جهاز استخبارات الجيش العميد ريمون عازار الذي تطالب المعارضة باستقالته مع ستة مسؤولين آخرين أنه سيخرج لمدة شهر في إجازة إدارية، وسلم منصبه مؤقتا إلى رئيس الاستخبارات بجبل لبنان العميد جورج خوري.
يشار إلى أن المعارضة اللبنانية تطالب منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الشهر الماضي باستقالة عازار وبقية قادة أجهزة الأمن اللبنانية.
تأتي هذه التطورات قبل ساعات من عقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث توصيات لجنة تقصي الحقائق بتكشيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الحريري. وأعلنت بيروت استعدادها للتعاون مع مثل هذه اللجنة في إطار تحقيق مشترك دون أن تتخلى أجهزة التحقيق اللبنانية عن سلطاتها بالكامل للجنة.
المصدر : وكالات