جنبلاط يطالب لحود بالتنحي والأسد يعد بسحب قواته قريبا
طالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني المعارض وليد جنبلاط بتنحي الرئيس إميل لحود عن السلطة. وقال في لقاء مع الجزيرة إن وجود لحود على رأس السلطة من شأنه إعاقة عمل أي حكومة انتقالية قادمة.
وطالب النائب الدرزي في وقت سابق بتشكيل حكومة "انتقالية محايدة" تنظم الانسحاب السوري الجزئي من لبنان قبل الانتخابات العامة المقررة في مايو/ أيار القادم. ورأى جنبلاط في استقالة حكومة عمر كرامي انتصارا للمعارضة وأكد أنه من المبكر الدخول في الحكومة المقبلة.
في هذه الأثناء تواصلت اجتماعات المعارضة لبحث بدائل الفراغ الذي خلفته الاستقالة المفاجئة للحكومة. يأتي ذلك في وقت يتوقع أن يجري فيه الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب نبيه بري مباحثات لتشكيل حكومة جديدة خلفا للحكومة المستقيلة تعد للانتخابات.
ويتعين على الرئيس لحود تسمية رئيس حكومة بالتشاور مع رئيس مجلس النواب وبالاستناد إلى استشارات نيابية "ملزمة". ويتطلب حصولها في المجلس النيابي على أصوات موافقة تفوق عدد المعارضين ولو بصوت. وقد استبعد مسؤول لبناني حدوث أي فراغ دستوري في البلاد.
وبينما استمر آلاف من أتباع المعارضة اللبنانية في اعتصامهم وسط بيروت للمطالبة بخروج القوات السورية واحتفالا باستقالة حكومة كرام، لا يزال التوتر يخيم على مدينة طرابلس الشمالية بعد مقتل أحد أنصار رئيس الوزراء المستقيل.
تحقيقات اغتيال الحريري
وعلى صعيد التحقيقات الجارية لكشف ملابسات اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري أكد الرئيس اللبناني عزم بلاده على "المضي حتى النهاية" في التحقيقات.
وأكد بيان رسمي صادر عن الرئاسة اللبنانية عقب استقبال لحود لرئيس فريق خبراء الأمم المتحدة للتحقيق في اغتيال الحريري أن بيروت وضعت "كل المعطيات والمعلومات التي توفرت لدى الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية في تصرف الفريق الدولي تسهيلا للمهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان".
وفي سياق متصل قال مصدر رسمي لبناني إن الأمم المتحدة سترسل خلال أسبوع مجموعة من الخبراء لمساعدة القضاء اللبناني وفريق الأمم المتحدة على التحقيق في اغتيال الحريري.
انسحاب سوري
وفي أحدث تطور يتعلق بالانسحاب السوري من لبنان أعلن الرئيس بشار الأسد أن بلاده ستسحب قواتها من الأراضي اللبنانية "قريبا جدا وربما خلال الأشهر القليلة المقبلة وليس بعد ذلك".
وقال الأسد في تصريحات لمجلة تايم الأميركية نشرت مقتطفات منها على الإنترنت أمس إنه لا يمكنه تحديد جدول زمني لسحب تلك القوات لأن ذلك يتوقف على اعتبارات فنية وليست سياسية.
وأضاف أن عليه أولا الاجتماع مع قادة الجيش لبحث هذا الأمر، مشيرا إلى أن سحب القوات السورية من لبنان يحتاج إلى تخطيط وتحضير وإعداد المكان الذي سترابط فيه هذه القوات لدى عودتها إلى سوريا.
من ناحية أخرى وصف مصدر رسمي سوري التقارير الصحفية عن توقع الرئيس السوري هجوما أميركيا على سوريا بأنه إقحام صحفي عار عن الصحة.
ضغوط دولية
وتأتي تصريحات الأسد بينما تواصلت الضغوط الدولية على دمشق لسحب قواتها المتمركزة في لبنان والبالغ قوامها نحو 15 ألف جندي. وطالبت كل من باريس وواشنطن دمشق أمس الثلاثاء بسحب قواتها من لبنان وتنظيم انتخابات حرة وعادلة دون أي تدخل خارجي.
وفي بيان مشترك في لندن دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي ميشيل بارنييه إلى تطبيق القرار 1559 الذي يتضمن انسحاب القوات الأجنبية من لبنان ونزع سلاح المقاومة.
أما إسرائيل فاعتبرت أن "الاحتلال السوري للبنان يجب أن ينتهي". وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم اليوم المجتمع الدولي بعزل دمشق مع من وصفهم بالمتطرفين في المنطقة.