تلميحات أميركية لإحالة الملف الإيراني لمجلس الأمن
قالت المندوبة الأميركية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا جاكي ساندرز إن مجلس الأمن الدولي قادر على أن يطلب من إيران ويلزمها بتجميد الأنشطة لتخصيب اليورانيوم.
وأشارت ساندرز إلى أن المجلس الدولي لديه السلطة السياسية والشرعية القانونية التي يمكنه من خلالها إنجاح الجهود الدولية الساعية لحل الأزمة النووية الإيرانية سلميا.
وأعربت المسؤولة الأميركية عن قلق بلادها مما أسمته قيام طهران بالتلاعب بنظام حظر انتشار الأسلحة في إطار سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
تفاؤل أوروبي
تأتي هذه التصريحات الأميركية في الوقت الذي توقع فيه مسؤولون أوروبيون أن تتخذ الولايات المتحدة خلال الأيام أو الأسابيع القادمة قرارا بشأن مشاركتها في تقديم حوافز لإيران، مقابل أن تتخلى طهران عما يشتبه في أنه برنامج للأسلحة النووية.
وحسب المراقبين فإنه في حالة اتخاذ واشنطن هذا القرار فإن ذلك يعتبر تحولا في إستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش الذي عارض فكرة تقديم حوافز اقتصادية لإيران وكان يتحدث عن إحالة الموضوع الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لبحث إمكانية فرض عقوبات على طهران.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه أن الثلاثي الأوروبي (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) الذي يقود الجهود الدبلوماسية في الملف الإيراني بحاجة للحصول على دعم الولايات المتحدة فيما يتعلق بانضمام إيران لمنظمة التجارة العالمية للمساعدة في التوصل إلى اتفاق.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد أثارت موضوع الملف الإيراني خلال مشاركتها في مؤتمر لندن للسلام أمس، مؤكدة أنه لا يوجد جدول محدد للوصول إلى قرار حول دعم مباحثات الاتحاد الأوروبي مع الإيرانيين.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد عقد اجتماعا مع كبار أعضاء الكونغرس أطلعهم فيه على تفاصيل رحلته الأوروبية الأخيرة، وعقب الاجتماع قال السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن -وهو عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ- إنه خرج بانطباع أن الرئيس مستعد لوضع "جزر إضافي على المائدة".
غير أن بايدن استدرك قائلا "بوش يحاول في الوقت نفسه أن يتأكد من أن الأوروبيين يوافقون على استخدام العصا في وقت لاحق من هذه العملية في حال فشل هذه الحوافز".
إنهاء التخصيب
وفي سياق الاهتمام الدولي بالموضوع الإيراني النووي أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم أن إيران انتهت من عمليات تخصيب اليورانيوم المسموح بها والتي كانت جارية أثناء موافقة طهران أواخر العام الماضي على تجميد خطوات إنتاج الوقود النووي.
وكانت العمليات التي اشتملت على المراحل الأولى من دورة الوقود النووي قد أثارت مخاوف من انتهاك إيران وعدها بتعليق معالجة الوقود النووي الذي يمكن استخدامه في إنتاج الأسلحة النووية.
وكانت الوكالة قد أعلنت الليلة الماضية أن طهران رفضت السماح للمفتشين النوويين الدوليين بمتابعة زياراتهم لمنشأة بارشين العسكرية التي تزعم واشنطن أن طهران تجري فيها محاكاة لتجارب على أسلحة ذرية.