الترويكا الأوروبية تنضم لواشنطن في انتقاد طهران
انتقدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا اليوم طهران قائلة إنها لم تلتزم بوقف كل الجوانب الحساسة في برنامجها النووي، والتي يمكن استخدامها في صنع قنبلة ذرية.
وأشارت الدول الثلاث التي تجري محادثات مع إيران بشأن برامجها النووية في بيان لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تعهد طهران بتعليق الأنشطة المتصلة بتخصيب اليورانيوم.
واعتبر البيان أن عمليات التنظيف والرقابة على الجودة التي أجرتها إيران مؤخرا بخصوص أجزاء من المعدات النووية "مثار قلق بالغ".
وكانت الوكالة الدولية قد أعلنت أمس أن إيران انتهت من عمليات تخصيب اليورانيوم المسموح بها والتي كانت جارية أثناء موافقة طهران أواخر العام الماضي على تجميد خطوات إنتاج الوقود النووي.
وأبلغ بيير غولدشميت نائب المدير العام لدائرة الضوابط مجلس حكام الوكالة الدولية الذي يضم 35 بلدا، بأن إيران تخطط الآن للقيام بعمليات تنظيف ستستغرق بضعة أسابيع.
وقال إن تحويل اليورانيوم الخام (الكعكة الصفراء) إلى مسحوق تترافلورايد اليورانيوم استغرق وقتا أطول مما كان مخططا له في البداية, إلا أنه دمغ بختم الوكالة.
وكانت العمليات التي اشتملت على المراحل الأولى من دورة الوقود النووي قد أثارت مخاوف من انتهاك إيران وعدها بتعليق معالجة الوقود النووي الذي يمكن استخدامه في إنتاج الأسلحة النووية.
وعلقت إيران بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عمليات تخصيب اليورانيوم, إلا أن طهران كانت بحاجة إلى الانتهاء من معالجة اليورانيوم الخام الذي وضع في آلات التحويل قبل قرار التعليق.
تشدد أميركي
وجاءت التصريحات الأوروبية بعد تلميحات للمندوبة الأميركية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية جاكي ساندرز بإحالة الملف الإيراني لمجلس الأمن الدولي، على اعتبار أنه الجهة القادرة سياسيا وقانونيا على إلزام طهران بتجميد نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.
وكان مسؤولون أوروبيون قد أعربوا أمس عن توقعاتهم بأن تتخذ الولايات المتحدة خلال الأيام أو الأسابيع القادمة قرارا بشأن مشاركتها في تقديم حوافز لإيران، مقابل أن تتخلى طهران عما يشتبه في أنه برنامج للأسلحة النووية.
وحسب المراقبين فإنه في حالة اتخاذ واشنطن هذا القرار فإن ذلك يعتبر تحولا في إستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش الذي عارض فكرة تقديم حوافز اقتصادية لإيران، خاصة أنه طالما تحدث عن إحالة الموضوع الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لبحث إمكانية فرض عقوبات على طهران.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد أثارت موضوع الملف الإيراني خلال مشاركتها في مؤتمر لندن للسلام أمس، مؤكدة أنه لا يوجد جدول محدد للوصول إلى قرار حول دعم مباحثات الاتحاد الأوروبي مع الإيرانيين.
فيما قال مسؤولون بالكونغرس اجتمعوا مع بوش عقب جولته الأوروبية، إنه مستعد لوضع جزر إضافي على المائدة.
لكنهم أكدوا أنه يحاول في الوقت نفسه أن يتأكد من أن الأوروبيين يوافقون على "استخدام العصا في وقت لاحق من هذه العملية في حال فشل هذه الحوافز".