الجامعة العربية.. منعطف تاريخي في محطة الجزائر
تتباين آراء الشارع الجزائري حيال القمة بين متفائل ويائس من أن يحقق القادة العرب أي تقدم في لقائهم عن الوضع الذي هم فيه منذ عقود طويلة، لكنهم يجمعون على أمر واحد هو أن الجامعة العربية وصلت إلى منعطف تاريخي في محطتها بالجزائر.
ويرى المتفائلون أن الفرصة مواتية لترمي الدول العربية وراءها عهودا من الإخفاق والنكسات، وتنتقل إلى مرحلة جديدة من عمل الجامعة العربية من خلال الإصلاح والتغيير الذي ترفعه قمة الجزائر، لتتحول إلى هيئة لها دور وتأثير في الساحة السياسية العربية والدولية.
أما اليائسون فيعتقدون أن العلاقات العربية-العربية وصلت حالة من التفسخ والانشقاق ما جعل الجامعة العربية تسير نحو "نهاية مهمة" بعدما أصبحت هيكلا بدون روح، وهيئة لم يعد لها مبرر وجود في الظروف السياسية الراهنة التي تعيشها الدول العربية والتحولات التي يعرفها العالم.
الرغبة والقرار
" قد تنتقل الدول العربية من خطاب الرغبة إلى خطاب القرار والتنفيذ وهو تطور مهم يمكنها من تجاوز حاجز الجمود إلى ميدان الفاعلية " |
يقول الدكتور سليم قلالة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر "إن انعقاد القمة العربية بالجزائر يسمح للمجموعة العربية بالاستفادة من تجربة الجزائر في الإصلاح والمصالحة".
ويتوقع قلالة أن تتوصل الدول العربية إلى تحقيق حد أدنى من التوافق وتنتقل من خطاب الرغبة إلى خطاب القرار والتنفيذ، وهو تطور مهم في حياة الهيئة العربية يمكنها من تجاوز حاجز الجمود إلى ميدان الفاعلية.
أما الصحفي فيصل بن عبد القادر فيرى أن الدول العربية مقبلة على تحديات تاريخية لا بد للجامعة أن تتكيف معها إذا هي أرادت الاستمرار.
ويضيف أن قمة الجزائر بالنظر إلى الأفكار والمشاريع المطروحة عليها، يمكن أن تدفع عجلة الإصلاح السياسي في الدول العربية التي يتحتم عليها مسايرة التحولات الجارية في العالم، وإلا جرفها السيل.
لا جديد
وفي ساحة بورسعيد بوسط العاصمة وجدنا مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل، سألناهم عن قمة الجامعة العربية التي تنعقد بالجزائر وأهميتها، فرد علينا نور الدين (32 عاما) الحاصل على ليسانس في العلوم السياسية بأنه يرى نفسه غير معني بالحدث ولم يسمع به إلا من خلال الملصقات في الشوارع.
وتابع "الاجتماعات العربية معروفة نتائجها سلفا، ولا يمكن أن تقدم شيئا جديدا". ويقاطعه زميله سليم "لا يمكن أن نتوقع شيئا إيجابيا من القمة أينما عقدت، لأنها جامعة الأنظمة العربية ولا علاقة لها بالشعوب التي هي في واد آخر".
وغير بعيد التقينا بسيدة في الخمسين من العمر وهي جامعية فضلت عدم ذكر اسمها، وأوجزت رأيها في كلمات قصيرة "ربما تنجح الضغوط الدولية -الأوروبية والأميركية- ومصالحها الإستراتيجية في جمع العرب رغم أنوفهم".
ونفس الرأي تبناه حكيم وهو مهندس إعلام آلي حيث يقول "إن الإصلاحات التي اقتنع بها العرب مؤخرا إنما هي مفروضة عليهم من القوى العظمى التي أعطت تعليماتها إلى الأنظمة غير الشرعية للتطبيق، بعيدا عن إرادة الشعوب".
_____________
مراسل الجزيرة نت