تظاهرة مليونية للمعارضة اللبنانية تطالب بإقالة قادة الأمن
تظاهر مئات آلاف اللبنانيين وسط بيروت اليوم في ذكرى مرور شهر على اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، في أكبر تظاهرة للقوى المعارضة منذ حادثة الاغتيال في 14 فبراير/ شباط الماضي.
ودعت أحزاب المعارضة أتباعها للتجمع قرب ضريح الحريري من جميع المدن والقرى اللبنانية لرفع شعارات المطالبة بإقالة قادة الأجهزة الأمنية وإجراء تحقيق دولي لمعرفة مرتكبي عملية الاغتيال.
وقدرت وسائل إعلام عدد المشاركين الذين احتشدوا في ساحة الشهداء قرب ضريح الحريري وساحة رياض الصلح وساحات أخرى وسط العاصمة اللبنانية بحوالي مليون ونصف فيما قدر مسؤول في بلدية بيروت عدد المتظاهرين بأكثر من 800 ألف.
واكتظت شوارع بيروت بالسيارات والحافلات التي تقل المتظاهرين الوافدين من الشمال والشرق وجبل لبنان إضافة إلى مدينة صيدا مسقط رأس الحريري. كما تدفقت الحشود من قرى البقاع في شرق لبنان الذي تنتشر فيه القوات السورية ما أدى إلى اختناقات مرورية على مداخل بيروت.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين قدموا بالزوارق البحرية من شمال لبنان تفاديا للازدحام الذي سببته الشاحنات والحافلات والسيارات الممتلئة بالمتظاهرين والمتوجهة إلى وسط المدينة والذي أدى إلى إغلاق مداخل العاصمة الشرقية والشمالية.
ورددت الحشود -التي رفعت الأعلام اللبنانية- هتافات تطالب سوريا بسحب قواتها من الأراضي اللبنانية وترفض التدخل الأجنبي في لبنان بجميع أشكاله. ورفعوا شعارات تدعو إلى الحرية والسيادة والاستقلال للبنان وتطالب بالحقيقة في حادث اغتيال الحريري.
تحقيق دولي
وقالت النائبة اللبنانية بهية الحريري شقيقة رئيس الوزراء الراحل مخاطبة الحشود إن اللبنانيين لن يقبلوا إلا بتحقيق دولي في اغتيال الحريري وإقالة قادة الأجهزة الأمنية، وأعربت عن تمسكها باتفاق الطائف، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن لجنة لمتابعة تنفيذ جميع بنوده.
وأعلنت بهية الحريري في كلمتها عن تضامنها مع سوريا حتى تحرير أراضيها. كما دعت أصدقاء لبنان إلى عدم ترك الشعب اللبناني فريسة لمسؤوليه على حد تعبيرها.
في غضون ذلك غادر أحد أقطاب المعارضة اللبنانية البطريرك الماروني نصر الله صفير لبنان متوجها إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس جورج بوش.
تأتي هذه الزيارة على خلفية تعبئة دولية غربية وعربية على حد سواء, لصالح لبنان وانسحاب جميع القوات السورية من هذا البلد قبل موعد الانتخابات التشريعية المقرر قبل نهاية مايو/ أيار المقبل.
في سياق متصل أعلن ميشيل عون قائد الجيش اللبناني السابق والمعارض المقيم في المنفى عن قرار عودته إلى لبنان قبل الانتخابات التشريعية، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في باريس.
مخاوف أمنية
وفي خضم "تجييش" الشارع اللبناني ذكرت مصادر سياسية أن المخاوف تتزايد من احتمال أن تتخذ الاحتجاجات والمظاهرات منحى يتسم بالعنف رغم أنها سلمية حتى الآن، في ظل الانقسامات السياسية العميقة بشأن الدور السوري منذ اغتيال الحريري في انفجار سيارة ملغومة في بيروت يوم 14 فبراير/ شباط.
وقالت المصادر إن السلطات اللبنانية تبحث فرض حظر على التجمهر بعد احتجاج اليوم وستطلب من الجيش اللبناني منع جميع المظاهرات.
تأتي مظاهرة اليوم بعد يوم من تظاهرة حاشدة للموالاة في النبطية جنوب لبنان. وقد أكدت قوى الموالاة أمس تفوقها الجماهيري مرة ثانية من خلال حشد أنصارها الذين قدرت أعدادهم بين 200 و300 ألف متظاهر.
الانسحاب السوري
في غضون ذلك أخلت الاستخبارات العسكرية السورية اليوم ثلاثة من مراكزها في شمال لبنان وتستعد لإخلاء أربعة مراكز أخرى منتشرة في هذه المنطقة منذ 29 سنة.
وقال مصادر أمنية لبنانية إن المراكز التي أخليت هي في أميون ودير عمار وشدرا في محيط مدينة طرابلس، وتسلمها الجيش اللبناني. وأوضحت المصادر أن مركزين للاستخبارات السورية في طرابلس سيتم إخلاؤها في الساعات المقبلة".
وأنهى الجيش السوري في شمال لبنان ومنطقة المتن شمال شرق العاصمة بيروت أمس انسحابه الذي بدأه قبل أسبوع إلى سهل البقاع.