أبعاد أخرى للمفاوضات غير المجدية بين الأكراد والشيعة
وقال فؤاد معصوم أبرز المفاوضين الأكراد والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني إن الوفد سيعود إلى بغداد للتفاوض حول إعادة صياغة مشروع الاتفاق مع الائتلاف العراقي الموحد وللحوار مع الأطراف العراقية الأخرى خارج الائتلاف حول ذلك المشروع.
وأكد معصوم في مؤتمر صحفي عقده بالاشتراك مع القيادي الكردي الآخر روز نوري شاويس أن الجمعية الوطنية العراقية ستعقد أولى جلساتها يوم الأربعاء القادم حيث سيستمر الحوار مع الجميع حول تشكيل حكومة توافقية هناك.
الذين تابعوا المؤتمر الصحفي للقياديين الكرديين لاحظوا أنه تميز بأجوبته الدبلوماسية البعيدة عن الكلام المباشر حول نقاط الخلاف بين القائمتين الكردية والشيعية، إضافة إلى نفي كل من معصوم وشاويس نفيا قاطعا الأنباء التي تحدثت عن فشل وانهيار المفاوضات بين الجانبين.
غير أن معصوم أشار إلى أهم نقاط الخلاف بقوله "إننا حصلنا على وعود مكتوبة من الهيئات الرئاسية الثلاث في العراق: رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والجمعية الوطنية حول حل قضية كركوك بعد الانتخابات، ثم شاركنا في الانتخابات، ونحن الآن ما زلنا نطالب بتطبيق تلك الوعود التي لم تطبق بعد".
وكانت الإشارة واضحة إلى القيادي الشيعي إبراهيم الجعفري الذي كان ضمن هيئة رئاسة الجمهورية باعتباره نائبا للرئيس ويتولى الآن رئاسة الجانب المفاوض مع الأكراد حول تشكيل الحكومة, وبالتالي يكون هو المسؤول عن الوعود التي أشار إليها معصوم.
وأضاف القيادي الكردي" لقد اتفقنا حول عدة نقاط مهمة وهي عودة المرحلين سابقا إلى المدينة، وإعادة الوافدين العرب إلى أماكنهم الأصلية، وعلى الحكومة في بغداد تحمل الخسائر المادية التي تترتب على ذلك للطرفين".
نقاط إنشائية
وبدوره يرى عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني والمرشح لرئاسة برلمان كردستان القادم أن هناك نقاطا إيجابية كثيرة في مسودة الاتفاق التي نتجت عن المفاوضات، مثل الاتفاق على فدرالية النظام العراقي القادم والالتزام بقانون إدارة الدولة المؤقت، إلا أن هناك أيضا نقاطا يغلب عليها الطابع الإنشائي.
وقال المفتي في تصريحات للجزيرة نت "إن هناك نقاطا في الاتفاق تحتاج إلى الحسم كما تحتاج إلى برنامج للتنفيذ، فهي لا تكاد تخلو من طابعها الإنشائي ونحن لا نريد إنشاء بل نريد برنامجا لتنفيذ ما اتفقنا حوله".
وأضاف المفتي قائلا هناك اجتماع اليوم وغدا وبعد غد مع قائمة الائتلاف ونريد حسم النقاط العالقة معهم وتلك غير الواضحة في الاتفاق. وشدد القيادي الكردي على القول "سنصر على أن يشترك في الحكومة قائمة إياد علاوي وكذلك السنة الذين قاطعوا الانتخابات لأنه لا يمكن أن تكون هناك حكومة بدون مشاركة السنة".
ويرى مراقبون سياسيون أن أطرافا محددة -مثل الأميركين وقائمة علاوي- تشجع الجمود الحالي والتماطل في الوصول إلى اتفاق نهائي بين الجانبين الشيعي والكردي بشأن الحكومة القادمة، على أمل أن يساعد هذا في تفكيك قائمة الائتلاف العراقي الموحد وبالتالي تهيئة الساحة لبقاء علاوي على رئاسة الحكومة القادمة.
_____________
مراسل الجزيرة نت