كوريا الشمالية تناور بالنووي لتحقيق أكبر مكاسب
مع استمرار عملية الشد والجذب بين واشنطن وبيونغ يانغ بشأن البرنامج النووي يبدو أن كوريا الشمالية مستعدة بالفعل للتخلي عن طموحاتها النووية ولكن بأكبر قدر من المكاسب.
ويعتقد مراقبون أن نظام كوريا الشمالية يدير دبلوماسية الأزمة بكفاءة فبعد تصعيد التوتر في شبه الجزيرة باعترافها بحيازة أسلحة نووية وانسحابها من المحادثات السداسية عادت مرة أخرى لتؤكد استعداداها للعودة لطاولة المفاوضات.
ويرى المراقبون أن البقاء في السلطة يأتي على قمة أولويات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل وليس البرنامج النووي الذي يمكن التعامل معه على أنه مشروع استثماري يمكن جني مليارات الدولارات من ورائه مقابل التخلي عنه مثلما حدث عام 1994.
وذهب محللون آخرون إلى أن بيونع يانغ تسعى على المدى الطويل لإنهاء عزلتها الدولية بإقامة علاقات دبلوماسية مع واشنطن مما يفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية ومساعدات الهيئات الدولية الكبرى مثل البنك وصندوق النقد الدوليين.
كما يسعى الزعيم جونغ إيل إلى الحصول أيضا على تنازلات من واشنطن مثل إجراء مفاوضات ثنائية مباشرة والضمانات الأمنية وحجم المساعدات. ويقول الخبير في شؤون كوريا الشمالية دوغلاس شين إن تعويضات بقيمة عشرة مليارات دولار قد تكون مرضية لبيونغ يانغ للتخلي عن برنامجها النووي وسط تقديرات بأن الشطر الشمالي يمتلك قنبلة نووية أو اثنين وقد يكون في مقدورها قريبا حيازة 10 قنابل.
واقع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الشطر الشمالي يدعم بقوة هذه الفرضيات فحكومة بيونغ يانغ عاجزة عن توفير الغذاء لمواطنيها والمساعدات الإقليمية فقط هي التي تمنع المجاعات وحتى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء غير متوافرة.
وتتفق جميع الأطراف المعنية على أن سباق التسلح النووي في شبه الجزيرة الكورية سيكون مكلفا للغاية وأن أي صراع ستكون نتائجه مدمرة, كما أن دول المنطقة من صالحها إنهاء عزلة بيونغ يانغ لتحقيق مكاسب اقتصادية وأولها كوريا الجنوبية التي تسعى من فترة لإقامة روابط اقتصادية مع الشمال.
كما ستحقق الصين واليابان مكاسب اقتصادية جمة من دعم العلاقات الاقتصادية مع الشطر الشمالي، فطوكيو تسعى للحفاظ على تدفق التحويلات المالية للكوريين الشماليين لذويهم المقيمين في اليابان.
في ضوء ذلك يبدو أن حكومة الشطر الشمالي تريد الحفاظ على هيبتها عند التوصل لأي تسوية كي لا تظهر -بحسب رأي أستاذ بجامعة في سول- في صورة الخاضع للتهديدات الأميركية.