شارون يهدد السلطة الفلسطينية بتجميد عملية السلام

 
صعدت إسرائيل من ردود فعلها على عملية تل أبيب الفدائية التي أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح أكثر من 50 آخرين، فهددت بتجميد عملية السلام مع الفلسطينيين وبمهاجمة أهداف في سوريا، كما أعلنت حالة التأهب في تل أبيب وقررت تجميد الانسحاب من مدن الضفة.
 
وفي أحدث وأرفع تصريح إسرائيلي بعد العملية هدد رئيس الوزراء أرييل شارون بتجميد خطوات السلام مع الفلسطينيين ما لم يشن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حملة للقضاء على المنظمات الفلسطينية.  
 
وقال شارون في تصريح قبل الاجتماع الأسبوعي لحكومته إنه لن يكون هناك تقدم سياسي ما لم تشن السلطة الفلسطينية حملة صارمة للقضاء على ما أسماه التنظيمات الإرهابية وبنيتها التحتية.

undefinedاتهامات وتهديدات

من جانبه قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم إن "إسرائيل هاجمت في السابق أهدافا في سوريا وسوف تفعل ذلك ثانية إذا شعرت أن ذلك سيوقف الفصائل الفلسطينية المتمركزة في سوريا عن مهاجمة أهداف إسرائيلية".
 
واعتبر بويم أن الهجوم الإسرائيلي سيكون بمثابة "رسالة للرئيس السوري بشار الأسد لكي يضع حدا للمجموعات الإسلامية المتمركزة في دمشق".
 
إلا أن بويم فضل في الوقت الحالي التركيز على الجهود الدبلوماسية قائلا إن "الرد الاسرائيلي يجب أن يأخذ في الاعتبار أن سوريا موضوعة في الاساس في قفص الاتهامات من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا" بسبب دورها في لبنان.
 
كما اتهم المسؤول الثاني في الحكومة شيمون بيريز سوريا "بالضلوع المباشر أو غير المباشر" في عملية تل أبيب، مشددا على ضرورة ألا تقوم إسرائيل بأي تحرك من شأنه أن يثير استياء الولايات المتحدة.
 
جاء ذلك بعد أن اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز دمشق بالمسؤولية عن العملية، زاعما أن أوامر تنفيذها صدرت من قيادة حركة الجهاد الإسلامي في سوريا.
واعتبر موفاز أن الحركة خرقت الهدنة التي كانت قائمة عبر عملية التفجير.
 
وقال في اجتماع لمسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن تل أبيب قد تستأنف ملاحقة واغتيال قادة وناشطي حركة الجهاد بعد العملية الأخيرة.
 
ولكن سوريا نفت هذه الاتهامات، وقال مصدر سوري لمراسل الجزيرة في دمشق إن مكتب حركة الجهاد الإسلامي في العاصمة السورية مغلق.
 

undefinedالجهاد تنفي
ورغم أن الجزيرة حصلت على شريط مصور منسوب لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد تتبنى فيه عملية تل أبيب، فإن نائب الأمين العام للحركة زياد النخالة نفى مسؤوليتها عن العملية في اتصال مع الجزيرة لتتفاقم بذلك أزمة تحديد هوية الجهة التي تقف وراءها.
وقال إنه لم يصدر عنه شخصيا ولا عن أي مسؤول بالحركة بخصوص العملية أي تصريح، مشددا على التزام الجهاد بتفاهم التهدئة مع السلطة الفلسطينية. وكانت قيادة الجهاد في غزة قد نفت أي علاقة لها بالعملية.
 
ويظهر الشريط منفذ العملية عبد الله سعيد بدران وهو يعلن قراره تنفيذ هذه العملية انتقاما للشهداء الذين قتلهم جنود الاحتلال.
 
إجراءات إسرائيلية
من جانبها أعلنت إسرائيل اليوم أنها وضعت قوات الشرطة في حالة التأهب القصوى في منطقة تل أبيب خصوصا تحسبا لعمليات فدائية جديدة، رغم أن مسؤولي الشرطة قالوا إهم لم يتلقوا تحذيرات محددة بنية أي فصيل فلسطيني تنفيذ عمليات في إسرائيل.
 
وعلى صعيد آخر أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي تعليق تسليم السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عن خمس مدن فلسطينية كانت حكومة أرييل شارون قد أعلنت عنها في إطار التجاوب مع الهدنة التي أعلنت مع الفلسطينيين في شرم الشيخ مطلع الشهر الماضي برعاية مصرية أردنية.
 
بيد أن وزير الأمن الإسرائيلي جدعون عزرا أكد أنه حتى لو حدثت هجمات جديدة على غرار عملية تل أبيب فإن إسرائيل لن تعرقل تنفيذ الانسحاب المقرر في يوليو/تموز المقبل من قطاع غزة. وقال في تصريحات للتلفزيون الإسرائيلي إن هذه الخطة ستنفذ بغض النظر عما سماه دورة الإرهاب وذلك لعدم وجود صلة بينهما.
 
وفي السياق الميداني أفاد مراسلنا في فلسطين بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خمسة فلسطينيين خلال عملية دهم لقريتي عتيل وعلار قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية. وأضاف أن بين المعتقلين ملازما في المخابرات العامة الفلسطينية، أما الأربعة الآخرون فمقربون من حركة الجهاد الإسلامي.
 
وفلسطينية كذلك
وفي المقابل اتخذت السلطة الفلسطينية إجراءات بعد تأكيدها أنها ستلاحق وتعتقل المسؤولين عن العملية وتقدمهم للمحاكمة. إذ اعتقلت قوات الشرطة الفلسطينية فلسطينيين لاستجوابهما بشأن العملية الفدائية فيما أعلن رئيس الوزراء أحمد قريع إلغاء مشاركته في مؤتمر لندن المقرر أول مارس/آذار المقبل حول الإصلاحات الفلسطينية لمتابعة تداعيات العملية على الوضع الأمني.
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان