هيومن رايتس تتهم مصر باعتقال وتعذيب المئات
23/2/2005
أكدت منظمة منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية أن السلطات المصرية لا تزال تعتقل نحو 2400 من مواطني شمال سيناء على خلفية تفجيرات المنتجعات السياحية في طابا في ديسمبر/ كانون الأول.
وقالت المنظمة الحقوقية إن كثيرين من المعتقلين ومعظمهم إسلاميون أو مشتبه في أنهم إسلاميون أو أقارب إسلاميين عذبوا في المعتقلات، وإن السلطات رفضت كالعادة إبلاغ ذويهم بمكان احتجازهم أو بما يجري لهم.
وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط جو ستوك في مؤتمر صحفي إن "رد فعل قوات الأمن المصرية على كارثة طابا كان خرقا كبيرا لحقوق الإنسان".
وأوضح ستوك أن مسؤولين مصريين أبلغوه في اجتماعات غير رسمية في تبريرهم لاعتقال وتعذيب المعتقلين بأن السلطات الأميركية والإسرائيلية تفعل نفس الشيء إذا كان هناك ما يهدد الأمن في أي من البلدين.
واتهمت المنظمة الحقوقية الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في تقريرها الحكومة المصرية بالنقص في الشفافية، وجاء في التقرير -الذي يضم 48 صفحة ويحمل عنوان "اعتقالات جماعية وتعذيب في سيناء"- أن الدولة عجزت عن نشر أسماء المعتقلين، وإطلاع عائلاتهم على مكان اعتقالهم، كما أنها لم تفصح عما إذا كانت توجه لهم أي اتهامات.
وانتقد ستوك بشدة تصريحا للرئيس المصري حسني مبارك الشهر الماضي ردا على اتهامات التعذيب بأن عدد سكان العريش لا يتجاوز بضعة آلاف، وقال ستوك إن "تصريح مبارك المنكر جدا… يفضح غطرسة من نوع ما، كان من الأفضل للرئيس أن يحتفظ بها لنفسه".
وكانت جماعات حقوق الإنسان المصرية نبهت منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى اعتقالات شمال سيناء في ديسمبر/ كانون الأول. وأرسلت إثرها منظمة هيومن رايتس ووتش فريقا إلى المنطقة للتحقيق.
من جانبها أنكرت الحكومة المصرية أن تكون انتقادات من هذا القبيل قدمت لها في السابق وقالت إن عدد المعتقلين لا يتجاوز مائتين.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان أذاعته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه لم يتح لها الوقت الكافي لدراسة التقرير الذي تسلمته قبل يوم من الإعلان عنه، ووعد البيان بأن تتصدى الحكومة المصرية بحزم لأي انتهاكات يثبت وقوعها.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه حتى يوم الاثنين كان جميع المسؤولين المصريين يرفضون أو يتجاهلون طلباتها لعقد اجتماعات من أجل مناقشة الأمر.
وفي إشارة إلى الاعتقالات الجماعية قال ستوك "إن هذه الاعتقالات ليست الأولى التي تحدث في مصر"، وأضاف أنه لا يستطيع تفسير سبب الأرقام الكبيرة للاعتقالات، لكنه قال "إن هذا قد يشير إلى أن الحكومة لا تعلم فعلا من نفذ الهجمات ومن هم المتورطون فيها".
وكانت الشرطة المصرية قالت إن فلسطينيا يعيش في العريش دبر الانفجارات، مشيرة إلى أنه قتل في تفجير فندق هيلتون طابا بسبب انفجار العبوة الناسفة قبل التوقيت المحدد.
وتتعارض هذه الاعتقالات الواسعة مع الرواية الرسمية للسلطات التي تفيد أن كل مرتكبي ومدبري التفجيرات التسعة إما قتلوا أو اعتقلوا.
المصدر : وكالات