بوش يسعى لاستثناء مخابراته من تشريع يحظر التعذيب

كشف مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي أن البيت الأبيض يسعى إلى تسوية مع السناتور الجمهوري جون ماكين بشأن جهود الرئيس جورج بوش، لاستثناء المخابرات المركزية من حظر مقترح على التعذيب والمعاملة اللإنسانية للمحتجزين في المعتقلات الأميركية.
وتشير تصريحات هادلي إلى حدوث ليونة بموقف البيت الأبيض الذي عارض بقوة مقترح ماكين بحظر تام على المعاملة المهينة واللإنسانية، وهو المقترح الذي مرره الكونغرس بنسبة 90 إلى تسعة أصوات كتعديل لمشروع قانون تمويل للبنتاغون بمبلغ (440) مليار دولار.
واعتبر التشريع على نطاق واسع بمثابة توبيخ للبيت الأبيض ومحاولة لإصلاح الضرر لصورة الولايات المتحدة، والناتج عن تقارير إساءة معاملة السجناء في العراق ومعتقلات غوانتانامو في كوبا.
من جانبه أكد ماكين أنه لن يقبل أية تسوية بشأن التعذيب، لكنه أوضح أن المحادثات الجارية بينه وبين البيت الأبيض تتعلق بأوجه أخرى للمسألة في محاولة للتوصل إلى اتفاق مؤكدا أن الاتفاقات لم تفض إلى أي جديد حتى الآن.
وقد قاد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي محاولة للبيت الأبيض لاستثناء المخابرات المركزية من الحظر، مؤكدا أنه سيعوق الحرب الأميركية على ما يسمى بالإرهاب، كما تبنى بوش الموقف ذاته.
ومما زاد في تأزم صورة السياسة الأميركية تجاه المعتقلين، الكشف عن اعتقال ألماني من أصل لبناني خطأ لمدة خمسة أشهر من قبل المخابرات الأميركية بأفغانستان.
ودافع هادلي عن هذه الواقعة بقوله إن سياسة الاعتقالات والاستجوابات بالخارج كانت تمارس قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001 وقبل إدارة بوش، وأضاف "إنه شيء نستعمله بمثابة آلة في الحرب ضد الإرهاب".
طائرات تجسس
وفي العاصمة البريطانية يناقش مجلس العموم اليوم تقريرا أعده خبراء قانونيون يتهم لندن بخرق القانون، في حال كانت سمحت بتوقف طائرات سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية بمطاراتها.
وأكد التقرير الذي أعده خبراء بجامعة نيويورك أن مجرد السماح للطائرات التي تنقل سجناء يشتبه في ضلوعهم بالإرهاب بالوقوف في بريطانيا، هو أمر يجيز إحالة لندن أمام محكمة دولية.
وكانت لجنة برلمانية قد تألفت في سبتمبر/أيلول الماضي من نواب يمثلون الأغلبية والمعارضة لبحث هذا التقرير، وتحقق اللجنة في الادعاءات التي وردت خصوصا في صحيفة غارديان ومفادها أن طائرات لوكالة المخابرات المركزية الأميركية توقفت على الأقل 210 مرات.
من جانبه أوضح هادلي أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي تقوم بجولة أوروبية هذا الأسبوع، ستناقش بواعث القلق الأوروبية بشأن تقارير عن أن واشنطن نقلت سرا مشتبها في تورطهم بـ "الإرهاب" إلى أقطار أجنبية لتعذيبهم.
وأضاف "نحن نلتزم بالقانون الأميركي، نحن نحترم سيادة الدول التي نتعامل معها ولا ننقل الناس حول العالم لتعذيبهم".