ذكرى استقلال موريتانيا.. احتفالات ومطالب بتجاوز الماضي

mauritania
احتفل الموريتانيون بالذكري الـ45 لعيد الاستقلال الوطني, وقد أقيم بمناسبة هذه الذكرى العديد من المناشط والاحتفالات الرسمية والشعبية المخلدة لها.
 
وتميزت ذكرى هذه السنة بكونها المرة الأولى التي يحتفل فيها الموريتانيون بهذه المناسبة بعد رحيل نظام معاوية ولد الطايع الذي يصفه الكثير من الموريتانيين بالقمع والاستبداد.
 
وقال رئيس المجلس العسكري الحاكم أعلي ولد محمد فال في خطاب بهذه المناسبة "إن تغيير الثالث من أغسطس/ آب جاء ليبعث الأمل في نفوس المواطنين ويفتح الباب واسعا أمام مشاركة الجميع في بناء مستقبل أفضل تسوده العدالة والديمقراطية والحرية"، مضيفا أنه "تحقق الكثير في فترة وجيزة، حيث تم وضع الآليات الكفيلة بتحقيق برنامج المرحلة الانتقالية بإجماع وطني لم يسبق له نظير".
 
تذكير بمأساة
لكن "لفيف أرامل الزنوج الموريتانيين" الذي يتهم النظام السابق بإعدامهم رأى في مناسبة الاستقلال شيئا آخر غير الفرحة والبهجة. فقد أصدر بيانا أكد في مستهله أن "مناسبة الاستقلال التي كانت ستشكل في ظروف أخرى مصدر فرحة عارمة للمواطنين أصبحت بالنسبة لنا تحمل مغزى آخر".
 
وأضاف بيان "لفيف أرامل الزنوج الموريتانيين" أن ذكرى الاستقلال الوطني باتت بالنسبة لهم "تذكر في المقام الأول بماض مؤلم وخيبات أمل متراكمة، أي بتلك المأساة المرعبة التي تستمر في تلطيخ هذا العيد الوطني المجيد، احتجاز العديد من العسكريين الزنوج الأفارقة الموريتانيين وتعذيبهم بفظاعة وتصفية 500 من بينهم في عملية تطهير عرقية بلغت ذروتها يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1990 حين قرر الجلادون التلذذ بشنق 28 من ضباط الصف والجنود الزنوج الأفارقة".
 
undefinedووصف البيان ما حدث بأنه "طريقة دموية لتخليد ذكرى وطنية أضحت ملطخة بدماء أبنائنا الأبرياء". وأضاف البيان أنه رغم "نداءاتنا المتكررة ومطالبتنا الدؤوبة بضرورة إلقاء الضوء على هذه المأساة لتحديد المسؤوليات وإعادة الحقوق إلى ذويها فقد فرض نظام ولد الطايع عفوا غادرا بغية قطع الطريق نهائيا أمام مطالبنا".
 
وأشار البيان إلى أن التأكيدات المتكررة للسلطات الجديدة على أن هذا الموضوع ليس من بين أولوياتها ضاعفت من قلقهم أمام وضعية مثيرة وغير مقبولة. وطالب في الختام "أن تأخذ العدالة مجراها وتعاد الحقوق إلى كل ضحايا هذا القمع الهمجي"، مؤكدا أن تدعيم الوحدة والانسجام الوطنيين يتطلب إيجاد الحلول المناسبة لتلك الأحداث الأليمة.
 
السجن والاستقلال
من جهة ثانية أصدر أهالي وأسر 21 معتقلا إسلاميا بالسجن المدني في العاصمة نواكشوط اعتقلتهم السلطات على خلفية تشكيل ما تعتبره تنظيمات متطرفة تسعى للقيام "بأعمال إرهابية" داخل البلد، بيانا بمناسبة ذكرى الاستقلال.
 
وقال الأهالي في بيانهم إنه "في الوقت الذي يبتهج فيه الموريتانيون بعيد الاستقلال ويتغنون بالحرية والانعتاق تبقى وراء القضبان كوكبة مظلومة من العلماء وأبناء الوطن الخلص الأبرياء، كان ولد الطايع قد قدمهم قربانا مغشوشا لآلهة الإرهاب، ويبدو أن من جاؤوا بعده يحتفظون بهم في السجن قربانا لآلهة أخرى".
 
وأكد الأهالي في بيانهم أن ذويهم قد أكملوا سبعة أشهر "عجاف تعرضوا خلالها للتعذيب وصنوف الظلم والاضطهاد ولا يزالون سجناء رغم أنف الدستور والقانون".
 
ورغم تلك النداءات والتنديدات فإن آثار البهجة والفرح بمناسبة هذه الذكرى بادية في الشوارع وفي التظاهرات والمناشط المنظمة بهذه المناسبة.
__________________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة